جارى تحميل الموقع
2 الخميس , مايو, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة
حارات وأزقة مصرية
1 نوفمبر 2023
About

للاستماع إلى الموضوع

 

 

كانت الحارات في القاهرة منذ نشأتها يطلق عليها اسماء القبائل والأمراء والصناعات والحرف والأسواق التي توجد بها،كما كان يطلق عليها اسماء الجماعات أو الأفراد التي سكنتها لأول مرة، وبعض هذه الحارات تغيرت اسماؤها القديمة ، وبعضها تم الحفاظ عليها ولكنها في الغالب ظلت على حالها الأول من حيث الاتساع وطبيعة النشاط خصوصاً فيما يتعلق بالأنشطة التجارية والصناعية، أما عن أزقة القاهرة التاريخية فما زالت مليئة بتفاصيل وأسرار في حاجة إلى إعادة اكتشاف جمالياتها.

​حارة البيرقدار "حامل الراية"
تتفرع من شارع محمد محمود المتفرع من ميدان التحرير.     "الموقع على الخريطة"

سبب التسمية
تم تسميتها نسبة إلى لقب "البيرقدار"،وهو لقب عسكري عثماني استخدم في الجيش العثماني ويتكون من كلمتين وهما "البيرق" ذات الأصل التركي وتعني (العلم أو الراية) ملحقة بكلمة "دار" ذات الأصل الفارسي بمعنى (صاحب)،وهي إحدى الحارات المصرية القديمة التي حملت لقباً من الألقاب التي تميز بها رجال الدولة العثمانية ،وقد اعتمدت الدولة العثمانية في تنظيم وترتيب حكومتها على العديد من الرُتَبِ والقيادات لذا تم عمل وصف لكل مجموعة أشخاص يمثلون منزلة معينة أو رتبة مخصصة وابتكروا الألقاب العثمانية التي كانت تطلق على نفس الرتبة ونفس المنزلة تحت راية الدولة العثمانية.

وقد خصصت الدولة العثمانية هذا اللقب وهذه الرُتْبّة لمن كانوا يقودون حملات في الجيش ثم أعطيت للأشراف والشخصيات المعروفة وكبار القبائل والمراقبين المُعَينِين من قبل الدولة العثمانية على المناطق الملحقة بالدولة مثل مصر وسوريا والعراق وبلدان أخرى،وحمل هذا اللقب مختلف الأجناس كالعرب،والأتراك وغيرهم.

البيرقدار

حارة المبيضة
تقع بمنطقة الجمالية.    "الموقع على الخريطة"

سبب التسمية
تم تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى مهنة "تبييض النحاس"حيث كان يسكنها العاملون بمهنة تبييض النحاس،وكانت ورش التبييض أسفل بيوتهم وكانت الحارة بأكملها تعمل في هذه المهنة التي تكاد تكون انقرضت حالياً، وقد شَيدَ بوابة هذه الحارة"الأميرمحمد كتخدا وشقيقه ذو الفقار" التي تم بناؤها عام "1084ه/1673م" وهي على شكل قوس من البناء الحجري يعلوه صف من الشرفات الحجرية ويغلقه مصراع "ضَلْفَة" كبير من الخشب المُقوى بعوارض حديدية،بالإضافة إلى أنه يوجد بها سبيل"أوده باشا" الذي يقع على ناصية الحارة وهو على نمط عمارة العصر المملوكي.

حارة المبيضة

حارة الدرب الأصفر
تربط بين شارع الجمالية وشارع المعز.      "الموقع على الخريطة" 

سبب التسمية
يرى البعض أنها  سُميَتْ بهذا الاسم لطلاء مبانيها باللون الأصفر، بينما يرى آخرون أنه بسبب انتشار ورش تصنيع النحاس بين جنباتها في الماضي،وكان للحارة باب خشبي عند مدخلها أمام مسجد بيبرس الجاشنكير بشارع الجمالية و"الجاشنكير"هي وظيفة في الدولة المملوكية كان صاحبها يقوم بتذوق طعام السلطان للتأكد من أنه غير مسموم وأيام الفاطميين كانت الحارة منحراً لذبائح عيد الأضحى فكان الخليفة الفاطمي مع كبار رجال دولته يذهبون في موكب عظيم بعد أداء صلاة العيد إلى الدرب ليشهدوا نحر الأضاحي.

كما تجسد الحارة فنون العمارة الإسلامية، بداية من العصر المملوكي وما تلاه في عصور ازدهر فيها البناء وفنون الزخارف،وهو ما انعكس بوضوح على القصور والبيوت المملوءة بالتحف الخشبية والخزفية والزجاجية،وتضم الحارة العديد من البيوت الأثرية التي تمتلئ بالمشربيات من الخشب المخروط دقيق الصنع،وأكثر بيوت الحارة شهرة بيت السحيمي وسُميَ بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ أمين السحيمي شيخ رواق الأتراك بالأزهر وهو آخر من سكن فيه.

حارة الدرب الأصفر

حارة درب اللبانة
تقع بمنطقة القلعة بحي الخليفة.     "الموقع على الخريطة"

سبب التسمية
يرجع البعض تسميتها إلى وجود إحدى العائلات التي عاشت بالمنطقة وكانت تبيع وتتاجر بالألبان ومنتجاتها،وتوزعها على أغلب أحياء المحروسة وبالتالي رواج هذه التجارة بالحارة،وتجاورها قلعة صلاح الدين وهي ذات طابع خاص وموقع فريد فوق سفح عالٍ، تعلو بدرجات سلالم من الناحيتين وبها عدد قليل من الدكاكين، وليس بها عمارة حديثة، فأحدث بيت لا يقل عمره عن نصف قرن من الزمان.

تتميز  درب اللبانة بالطابع المعماري الأثري الفريد ،ومن أشهر مبانيها «بيت المعمار المصري» والذي يتميز بموقعه الفريد ما بين قلعة صلاح الدين الأيوبي وجامع ومدرسة السلطان حسن ومسجد الرفاعي ومسجد المحمودية، وقد قام الأخوة "عمر وابراهيم الملاطيلي" بتأسيس بيت المعمار المصري سكناً لأسرتيهما في القرن الثامن عشر ثم اشتهر تدريجياً ببيت علي أفندي (اسم حارسه) ويعود طراز البيت إلى الطراز العثماني (التركي) وقد اشتهر هذا البيت ببيت الفنانين لاجتذابه العديد من الفنانين الأجانب والمستشرقين والمصريين وقد سكن به العديد من الفنانين ومنهم رمسيس يونان،لبيب تادرس،شادي عبد السلام وأخيراً حسن فتحي (الفنان المعماري المصري العالمي) الذي اقترن البيت باسمه حيث عاش فيه حتى وفاته.

  

حارة درب اللبانة

حارة حوش قدم
تتفرع من شارع المعز بمنطقة الدرب الأحمر.     "الموقع على الخريطة"

سبب التسمية
 ترجع تسميتها إلى السلطان "أبوسعيد سيف الدين خوشقدم الناصري" أحد سلاطين دولة المماليك الذي تولى عرش مصر عام 865ه/1461م،وسُميت الحارة بحارة خوشقدم أي«قدم السعد أوقدم الخير»ولكن تحرف الاسم بعد ذلك وأصبحت"حوش آدم أو حوش قدم"حيث أنه في اليوم الأول من رمضان عام 866هـ كان«خوشقدم»يُجَرِب مدفعاً جديداً،وصادف ذلك وقت أذان المغرب فكان سرور الناس عظيماً، وظنوا أنه ينبههم بموعد الإفطار فقرر السلطان إطلاقه يومياً،وزاد مدفعي السحور والإمساك،وقيل ان المدفع أُطْلِقَ عليه الحاجة فاطمة نسبة لزوجته.

وتضم الحارة آثاراً مملوكية في مقدمتها منزل جمال الدين الذهبي على الطراز العثماني،فقد كان شاهبندر التجار لسنوات طويلة،ولُقِّب بالذهبي لكثرة ما لديه من نقود ذهبية،وفي الحارة مسجد الفكهاني الذي أنشأه الخليفة الفاطمي الظافر بنصر الله عام 1148م، وعُرِفَ بالجامع الأفخر،وتلك الحارة العتيقة كانت الملتقى والتجمع الأول لأهالي مصر القديمة في الاصطفاف وراء سعد باشا زغلول في ثورة 1919م ،وقد كان يسكنها التجار ثم تحولت إلى سكن للحرفيين،كما كانت جاذبة للمثقفين والفنانين أمثال شاعر العامية أحمد فؤاد نجم والملحن والمغني الشيخ إمام عيسى.

مسجد الفكهاني

حارة برجوان
حارة متفرعة من شارع المعز بمنطقة الجمالية عند باب الفتوح .     "الموقع على الخريطة"

سبب التسمية
تم تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى الأمير"أبوالفتوح برجوان"خادم الخليفة الفاطمي"العزيز بالله" الذي تولى إدارة شئون البلاد حتى يكبر الحاكم بأمر الله ابن الخليفة الفاطمي "العزيز بالله" الذي كان صغيراً عند وفاة والده،وقد تَوَلّى (برجوان) شئون الدولة وكَوّنْ لنفسه طائفة من الجُنْد والمماليك، واستمال المغاربة لكنه سرعان ما جنح للطغيان والاستبداد فكان يعتبر نفسه الخليفة الحقيقي وصار يستصغر خليفته الحاكم بأمر الله،واستغل منصبه في تكوين ثروة ضخمة، ففسدت شئون الدولة ولم يدرك أن الحاكم قد دخل مرحلة الشباب وصار متنبهاً إلى استبداده حتى دَبَرَ الحاكم بأمر الله مؤامرة لقتله وقضى على كل أعوانه في الجيش والقصر حتى استرد سلطانه،وقد سكن الحارة أمير الجيوش"بدر الدين الجمالي"وبها مدفنه،كما سكنها المؤرخ المشهور "تقي الدين المقريزي".

وقد جدد بوابتها الأمير سليمان أغا السلحدار عام 1829م في عهد محمد علي، وكانت البوابة قديماً تغلق بعد العشاء،ومن أهم آثارها جامع أبوبكر مزهر وزاوية نور الدين جولاق،ويُقالْ أنه كان فيها مدفن ابن بدر الدين الجمالي وتم هدمه وبُنيَ مكانه مسجد صغير،والبيت الذي عاش فيه المقريزي وتم هدمه،وقصر للخديوي عباس حلمي الأول، ومكانه حالياً مدرسة ثانوي صناعي.

      حارة برجوان

حارة السكر والليمون   
تقع  بمنطقة الملك الصالح بمصر القديمة.    "الموقع على الخريطة" 

سبب التسمية
ترجع  سبب التسمية لعهد محمد علي باشا،عندما أقام عزومة كبرى في قصره خلال الاحتفال بافتتاح «مجرى العيون» الذي يجلب المياه من فُمْ الخليج إلى القلعة،ومن فرح الأهالي بقدوم الفوج قاموا بتوزيع مشروب السكر والليمون «الليمونادة» على المارة.

قصة أخرى تقول إنه عندما دخل مرض "الكوليرا" مصر وتزايدت الإصابة،قام أحد الباشوات ببناء مجموعة من الأزيار ووضع فيها ليمون لكونه العلاج الوحيد في هذا الوقت، ومن أجل أن يستلذه الناس قام بتحليته بالسكر، وعند مدخل الحارة هناك مدرسة، يقال إنها كانت قصر «عبدالقادر باشا» الذي وضع الليمون في الأزيار.

ويُرْوَى أن المنطقة سكنها عدد من أمراء المماليك ومنهم الملك الصالح أيوب قبل انتقاله لقلعة الروضة،ويوجد على أول الحارة الجامع الناصري،التي ظلت بقاياه حتى أخذ رضوان بك حجارته ليَبْنِي بيته،ولكن خريطة المنطقة تغيرت بالكامل،ولم يتبق من ملامحها القديمة سوى حطام منازل قديمة وبقى اسم الحارة شاهداً على التاريخ.

 

زقاق المدق
زقاق متفرع من حارة الصناديقية الموازي لشارع الأزهر بمنطقة الحسين.  

سبب التسمية

سُمِيَ بهذا الاسم  نسبة إلى أنه كان يطحن فيه التوابل قبل نقلها إلى سوريا، وقد ألف عنه الكاتب العالمي نجيب محفوظ إحدى رواياته الشهيرة "زقاق المدق" لتكن هذه الرواية سبباً في شهرة الزقاق وبقائه بين الأذهان إلى وقتنا هذا،فقد وصفه في السطور الافتتاحية لروايته قائلاً "زقاق المدق كان من تحف العهود الغابرة،وأنه تألق يوماً في تاريخ القاهرة المعزية كالكوكب الدري...فهو أثر نفيس" تلك الكلمات البارعة التي وصف بها نجيب محفوظ "زقاق المدق"ليس لكونها تمهيداً لمسرح الأحداث التي سوف يرويها ولكن ربما لعشقه الشديد للقاهرة الفاطمية التي عاش بين دروبها،ومما زاد من شهرة الزقاق تحويله لفيلم سينمائي باسم "زقاق المدق" بطولة شادية وصلاح قابيل ويوسف شعبان وأخْرَجَهُ حسن الامام.

 

المصادر والمراجع:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • م.طارق بدراوي: كنوز ام الدنيا، القاهرة:مكتبة جزيرة الورد.
  • جيهان مأمون،من سيرة المماليك، القاهرة:دار نهضة مصر للنشر،2016.
  • عبد الرحمن زكي، موسوعة مدينة القاهرة في ألف عام،القاهرة:مكتب الأنجلو المصرية،1987.
  • جومار فرانسوا :وصف مدينة القاهرة وقلعة الجبل/ترجمةوتعليق ايمن فؤاد سيد،القاهرة،مكتبة الخانجي،1988.
  • اندريه ريمون :فصول من التاريخ الاجتماعي للقاهرة العثمانية،ترجمة زهير الشايب القاهرة،مكتبة مدبولي،1975.
  • حسن عبد الوهاب:تخطيط القاهرة،وتنظيمها منذ نشأتها (مجلة المجمع العلمي المصري،المجلد 2/37)،القاهرة،1954.
  • حسام زيدان:حكايات القاهرة:الدرب الأصفر منحر الفاطميين ومقر بيوت الأعيان،بوابة الفجر،نشر بتاريخ 26 أبريل،2020.
  • ابن عبد الظاهر،ابو الفضل عبد الله،الروضة البهية الزاهرة في خطط المعزية،القاهرة،تحقيق ايمن فؤاد السيد،القاهرة،1996.
  • علي مبارك، الخطط التوفيقية الجديدة لمصر القاهرة ومدنها وبلادها القديمة والشهيرة،ج2،القاهرة،دار الكتب والوثائق القومية.
  • مواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار للمقريزي،المعروف بالخطط المقريزية،تقي الدين المقريزي،دار الكتب العلمية،بيروت-لبنان.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

للمزيد من الموضوعات "اضغط هنا"