أشهر المساجد الأثرية في القاهرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جامع الأقمر ... وسر بناؤه بهذه الأحجار
أبيض كـ لون القمر .. هكذا كان يريده الخليفة الآمر بأحكام
الله أبو على المنصور بن المستعلى بالله والذي أمر ببناء جامع تكون حجارته باللون
الأبيض وأسماه بالجامع الأقمر.
ويعد هذا المسجد الذي بني عام 1125م هو من أصـغر مسـاجد
القـاهرة كما أنه تحـفة معمـارية أصيلـة، وهو أيضاً المسجد الوحـيد الـذى ينخفـض
مستـواه عن سطح الأرض.
وينفرد هذا الجامع بأنه أول جامع توازي واجهته خط تنظيم الشارع
بدلاً من أن تكون موازية للصحن وذلك لكى تصير القبلة متخذة وضعها الصحيح ولهذا نجد
أن داخل الجامع منحرف بالنسبة للواجهة.
ويتكون الجامع من صحن صغير مربع مساحته عشرة أمتار مربعة
تقريباً يحيط به رواق واحد من ثلاثة جوانب وثلاثة أروقة في الجانب الجنوبى الشرقي
أي في إيوان القبلة، وعقود الأروقة محلاة بكتابات كوفية مزخرفة ومحمولة على أعمدة
رخامية قديمة ذات قواعد مصبوبة وتيجان مختلفة.
ويرى في مدخل الجامع لأول مرة في عمارة المساجد العقد المعشق
الذى انتشر في العمارة المملوكية في القرن الخامس عشر الميلادي، وفوق هـذا العقد
يوجد العقد الفارسى وهـو منشأ على شكل مروحة تتوسطها دائرة في مركزه، واهـم ميزة في
تصميم الجامع استعمال المقرنصات ولم تستعمل قبل ذلك إلا في مئذنة جامع الجيوشي،
تلك الزخرفة التى عــم انتشارها جميع العمارة الاسلامية تقريبا بعد هـذا الجامع.
المرجع: إيمان صابر، بيوت الله .. الجامع الأقمر، الأهرام المسائي.
جامع الامام الحسين
«حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ
حُسَيْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنْ
الْأَسْبَاط» قول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الذي يحفظه
المصريون عن ظهر قلب، ويرددونه طوال زيارتهم لمسجد سيدنا الحسين، الذي يشع بالروحانيات،
فهو المسجد الأقرب لقلوب المصريين والمسلمين خارج مصر وداخلها، لم يكن حي الحسين بالنسبة للمصريين
حيا سكنيا لكنه تاريخي وروحاني لوجود مسجد ومقام الإمام الحسين فهو «القبلة
الثانية» للقاهرة بعد الأزهر، ويقام له مولد سنوي في هذا الحي، هذا المسجد بُنى في
عهد الفاطميين ويضم 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلي، وبابًا آخر
بجوار القبة يُعرف بالباب الأخضر.
وصف
المسجد:
مسجد الحسين مبنى بالحجر الأحمر
ويشتمل على خمسة صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية، أما المحراب فهو مزخرف
بالخردة الدقيقة المأخوذة من قطع القاشانى الصغيرة الملون بدلاً من الرخام،
وبجانبه منبر من الخشب يجاوره ثلاث أبواب أثنان يؤديان إلى القبة والثالث يؤدى إلى
حجرة الأثار النبوية، أما المئذنة فهمي مبنية على نمط المآذن العثمانية فهي
أسطوانية الشكل ولها دورتان وتنتهي بمخروط. وللمشهد ثلاثة أبواب بالوجهة الغربية
وباب بالوجهة القبلية وآخر بالوجهة البحرية يؤدى إلى صحن به مكان الوضوء.
نشأة
المسجد:
كان المسجد عند نشأته ضريحًا متوسط
المساحة، بناه «الصالح طلائع» من الحجر، واتخذ له 3 أبواب ومئذنتين وقبة واحدة علت
الضريح، الذي يقال إنه ضم رأس الإمام الحسين، وقد روي المقريزي "أنه مع بداية
الحروب الصليبية خاف حاكم مصر الخليفة الفاطمي على الرأس الشريف من الأذى الذي قد
يلحق بها في مكانها الأول بمدينة عسقلان بفلسطين، فأرسل يطلب قدوم الرأس إلى مصر
وحمل الرأس الشريف إلى مصر ودفن في مكانه الحالي واٌقيم الضريح عليه".
وفي عهد الدولة الأيوبية أهتم صلاح
الدين الأيوبي بالمسجد والحق به مدرسة لتدريس المذاهب الفقهية الأربعة، كما قام
الملك الصالح أيوب بتوسعة الضريح والمسجد، دون تغيير في عمارته بعد احتراقه بسبب
الشموع التي يوقدها الزائرين داخله، وتوالت الإصلاحات على المسجد حتى أعاد الأمير
عبد الرحمن كتخدا بناء المسجد وأضاف إليه إيوانين وصهريجا وفسقيه مياه.
وعندما تولى الخديوي إسماعيل حكم مصر
أمر بتجديد المسجد وتوسيعه، وقد استغرق هذا التجديد مدة 10سنوات، وآخر عملية توسعة
قامت بها الحكومة المصرية عام 1953م لتصبح مساحة المسجد الكلية 3340 م2. فأنشأت
مبنى اداري للمشهد والجامع وأيضاً مكتبة في الجهة الشرقية على امتداد القبة ومصلى
للسيدات. وفي السنوات الأولى من ثمانينات القرن العشرين قامت هيئة الآثار المصرية
بإجراء أعمال ترميم وتجديد للمشهد الشريف والجامع الحسيني وهو التجديد الذي تم فيه
تغيير طاقية قبة المشهد التي ترجع الى أعمال الأمير عبد الرحمن كتخدا التي اجراها
بالمشهد سنة 1761م.
مقتنيات
المسجد:
1. قاعة الأثار النبوية:
أنشائها الخديوى عباس حلمي الثاني
عام 1893م ولها بابان أحدهما إلى المسجد والأخر يؤدي إلى القبة، يُزين جدران
القاعة الرخام المزخرف بالبسملة وسورة " الشرح" ونص كتابي يشرح ما هو
محفوظ بالخزانة المباركة من أثار المصطفى صل الله عليه وسلم، وهو كالآتي: قطعة من
قميص الرسول صل الله عليه وسلم ومكحله ومرود وقطعة من عصاه وشعرتين من اللحية
الشريفة، ومصحفان كريمان بالخط الكوفي أحدهما بخط سيدنا عثمان بن عفان رضى الله
عنه والأخر بخط الإمام على كرم الله وجهه.
2.
ضريح الحسين:
هو الحسين بن على بن أبى طالب حفيد
النبي محمد صل الله عليه وسلم ولد بالمدينة في السنة الرابعة من الهجرة ونشأ في
بيت النبوة، قُتل في موقعة كربلاء عام 61هــ..
3. أكبر نجفة في العالم
العربي:
يوجد بالمسجد أكبر
نجفه في العالم العربي حيث يصل وزنها إلى خمسة أطنان من الكريستال المحلى بالذهب
الخالص وقوائمه من الفضة الخالصة.
جامع الرفاعي
مقصداً للسياح بمختلف أجناسهم، وواحد
من أشهر الجوامع التي تجذب الأنظار لما يضمه تحت ثراه من شخصيات طالما ملأت الدنيا
صخباً وجدلاً..، أطلق عليه "مقبرة الملوك والأمراء" وتخليداً لعظمة
الجامع رُسم على فئة الــ10 جنيهات المصرية، يقع جامع الرفاعي بميدان صلاح الدين
بحي الخليفة وهو توأم جامع السلطان حسن المواجه له وشبيهه في الضخامة والارتفاع
وإن كان فارق الزمن بينهما نحو 500 عام حيث انشئ جامع السلطان حسن عام 1359م،
بينما شرع في بناء جامع الرفاعي عام 1869م، حينما أمرت "خوشيار" هانم
والدة الخديوي إسماعيل، وكيل ديوان الأوقاف "حسين باشا فهمي" ببناء جامع
كبير يلحق به مدافن لها ولأسرتها، وفي عام 1880م، أُوقفت عمارة الجامع لعدة ظروف،
وظل متوقفاً نحو 25 عاماً حتى عهد الخديوي عباس حلمي الثاني الذي كلف المهندس هرتس
باشا بإكمال البناء عام 1905، وافتتاحه الخديوي عام 1912م.
تسميته:
سُمي الجامع بهذا الاسم نسبة إلى
"زاوية الرفاعي" التي كانت على مقربة منه ثم ضمت اليه والمدفون بها
الشيخ "علي أبي شباك" من ذٌرية الرفاعي، ولكن بعد الانتهاء من البناء
نُسب خطأً إلى الشيخ العارف بالله السيد أحمد الرفاعي المدفون بالعراق.
تخطيط
الجامع:
يتكون الجامع من مساحة مستطيلة تبلغ
حوالي 6500م، خٌصص منها 1767م للصلاة، والباقي خٌصص للمدافن والملحقات. وللجامع
منارتان اٌقيمتا على قواعد مستديرة، أما المداخل فهي شاهقة وتكتنفها أعمدة حجرية
ورخامية تنتهي بتيجان عربية، غُطي بعضها بقباب وأخرى بأسقف مزخرفة ومذهبة، كما
حُليت أعتاب هذه المداخل بالرخام، أما الواجهات فزٌينت بالشبابيك النحاسية، ويتوسط
الوجهة الغربية المدخل الملكي الذي يكتفه أعمدة حجرية ذات قواعد رخامية مزخرفة.
أما الناحية البحرية من للجامع، فيوجد بها 6 أبواب، 4 منها تؤدي إلى حجرات الدفن
لأمراء وملوك الأسرة العلوية، بينما يوصل 2 منها إلى رحبتين بين تلك المدافن، أولى
هذه الحجرات في الجهة الشرقية بها 4 قبور لأبناء الخديوي إسماعيل، وهم وحيدة هانم
المتوفاة عام 1858، وزينب هانم 1875، وعلي جمال الدين 1893 وإبراهيم حلمي 1926.
رواق
القبلة:
مساحة مربعه مغطاة بقبة ذات مقرنصات،
محمولة على أربعة عقود مرتكزة على أربعة أكتاف في أركان كل منها أربعة أعمدة
رخامية بتيجان منقوشة ومذهبة، ويحيط بهذه القبة أسقف خشبيه مزخرفه بنقوش مذهبه،
يتوسط الجدار الشرقي المحراب المكسي بالرخام الملون، ويكتفه من جانبيه عمودان أبيض
وأخضر، وعلى جانب المحراب منبر كبير طعمت حشواته بالسن والأبنوس وخشب الجوز كُسيت
خوذته ومقرنصاته بالذهب، ويمثله في الفخامة كرسي المصحف، أما دكة المبلغ فهي
مصنوعة من الرخام ومقامة على أعمدة رخامية وزُينت بالنقوش المذهبة.
نماذج
للأضرحة الموجودة بالجامع:
ضريح خوشيار
هانم، والخديوي إسماعيل: " الاثنان في حجرة واحدة،
وقد توفت خوشيار هانم والده الخديوي إسماعيل عام 1885م ودفنت قبل إتمام بنائه،
وبجوارها ضريح ابنها الخديوي إسماعيل وكتب على شاهد قبر الخديوي عبارة "لا
إله إلا الله الملك الحق المبين. محمد رسول الله صادق الوعد الأمين. إسماعيل باشا
خديوي مصر توفي عام أثنى عشر وثلاثمائة وألف".
ضريح الملك
فؤاد الأول: يوجد على يمين المدخل الملكي للجامع وتحديداً
في الركن الغربي القبلي للجامع، كٌسيت جدرانه بالرخام الملون، ويجاوره قبر والدته
الأميرة فريال.
ضريح الملكة
فريال هانم: " زوجة الخديوي إسماعيل وأم الملك فؤاد
الأول" .
ضريح الملك
فاروق: أعلن الملك فاروق قبل وفاته عن رغبته في أن يعود
جثمانه من روما لمصر ويدفن بجامع الرفاعي بجوار أسرته، لكن الرئيس جمال عبد الناصر
رفض ذلك ووافق فقط على دفن جثمانه بإحدى مقابر الأسرة الملكية بالقاهرة، وبعد وفاة
عبد الناصر، وافق الرئيس السادات على نقل رفات الملك فاروق إلى جامع الرفاعي.
ضريح محمد رضا
بهبوي " شاه إيران": أخر شاه لإيران، وكان
زوجاً للأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق الأول، والتي طلقت منه، وبعد انهيار حكم
الشاه عقب قيام الثورة الإسلامية في إيران عام1979م، نُفى الشاه ولم يستقبله سوى
الرئيس السادات وبعد وفاته عام 1980م أمر السادات بدفنه بجامع الرفاعي، ووضع على
القبر تركيبه رخامية مرسوم عليها الشعار الساساني للدولة البهلوية، واسم الشاه
وتاريخ ميلاده ووفاته باللغة الفارسية.
ضريح جنانيار
هانم زوجة الخديوي إسماعيل: جنانيار شقيقة ديليسبس مهندس
قناة السويس، التي تزوجها الخديوي إسماعيل، ويتميز شاهد الضريح بانه مصمم على طراز
العمارة المسيحية ويعلوه صليب أسفله آيات قرآنية.
جامع الفكهاني
يقع المسجد علي رأس حارة حوش قدم بشارع المعز لدين الله، وقد أُنشأ المسجد القديم الخليفة الظافر بنصر الله أبوالمنصور إسماعيل بن الحافظ لدين الله أبي الميمون عبدالمجيد بن الأمر بأحكام الله سنة 543 هجرية "1148م"،وكان مسجداً معلقاً ( أي يقوم فوق طبقة خصصت لحوانيت أوقفها منشئه علي خادمي المسجد وعلى من يقرأ فيه).
وفي نهاية القرن التاسع الهجري ومطلع القرن الخامس عشر الميلادي عُني بزخرفته وعمارته الأمير يشبك بن مهدي.. وأزال من حوله عمائر كانت تحجب عنه الرؤية وفي سنة 1148 هجرية "1736م" جُدد هذا المسجد الأمير احمد كتخدا.
وللمسجد بابان بحري وغربي يصعد إليها من خلال بعض درجات تؤدي إلي الداخل حيث الصحن المغطي بسقف منقوش، في وسطه منبر مثمن وتحيط به أربعة إيوانات أكبرها الإيوان الشرقي.
وتتميز جميعها بالبساطة فلا توجد بها نقوش ولا وزرات رخامية.. أما المحراب فإنه من الرخام الدقيق.
وعقده وتواشيحه "أي جانبا العقد المحيطة به" كلها من القاشاني وتتوسطه تربيعة كتب عليها "ما شاء الله".. ويعلو المحراب شباك مستدير تحيط به كسوة من القاشاني.
سبب التسمية :
كان يطلق على هذا الجامع قديماً "جامع الأفخر" ويقال إن صوفيا ذهب إلى أحدالأشخاص وكان بائعا للفاكهة، واشتري منه قنطارا من الفاكهة، وطلب منه أن يوزع منها لكل من يطلب وفاء لنذر نذره، وراح الرجل يوزع الفاكهة للغادين والرائحين طيلة النهار دون أن ينفذ القنطار، وفي آخره جاءه الصوفي يطلب ما تبقي من قنطاره، فوزنه الحانوتي فوجده قنطارا لم ينقص خردلة.
فقال الصوفي له وكذلك يكون مالك إن قمت بتعمير هذا المسجد لن ينقص منه درهماً، ففعل الرجل وقام بتعمير الجامع الذي أصبح معروفا بجامع الفكهاني.
جامع وسبيل وكُتّاب سليمان أغا السلحدار .. لؤلؤة المعز
يضم شارع المعز لدين الله الفاطمي "مسجد سليمان أغا" الذي يعد من أروع وأندر المساجد الأثرية في القاهرة بطرازه المعماري الذي جعل منه لؤلؤة المنطقة التي تزخر بالآثار الإسلامية.
ويقع المسجد بشارع المعز لدين الله على يسار السائر به في اتجاه باب الفتوح، وقام بتشييده الأمير سليمان أغا السلحدار أحد مساعدي محمد على ببنائه سنة 1253هـ / 1837م، وأتمه في سنة 1255هـ / 1839م.
وقد شُيد المسجد على طريقة المساجد العثمانية، وهو مقسم إلى ثلاثة أروقة وملحق به سبيل ماء وكُتاب لتعليم القرآن والدين وعدة حجرات أهمها حجرة السبيل.
تشتمل الوجهة الرئيسية للمباني والمشرفة على شارع المعز لدين الله على وجهات المسجد والمدرسة والسبيل، ويتوصل بها عند نهايتها القبلية بوابة مقامة على مدخل حارة برجوان، وجميعها مبنية بالحجر وتنتهي من أعلى بأرفف خشبية بزخارف بارزة، ويكسو وجهة السبيل رخام أبيض مدقوق به زخارف وكتابات ولنوافذه شبابيك من البرونز المصبوب بزخارف مفرغة، والمنارة كسائر المنارات العثمانية أسطوانية الشكل ولها دورة واحدة وتنتهي بمسلة مخروطية.
يؤدي المدخل إلى طرقة يصعد الإنسان منها ببضع درجات إلى الصحن المسقوف في وسطه وتكتنفه أربعة أروقة عقودها محمولة على أعمدة رخامية، ويشتهر المسجد بمنارته التي تشبه "القلم الرصاص "
يزخر المسجد بالزخارف الخشبية التي اختلطت فيها العناصر الشرقية الموروثة "الأرابيسك" والعناصر الغربية والتي انتقلت من أوروبا الى اسطنبول خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وانتقلت بدورها من إسطنبول إلى بقية البلدان الاسلامية.
من أهم مميزات المسجد أيضا وجود قباب خشبية ذات زخارف عثمانية واضحة، وقد صمم المسجد بحيث يكون هناك ما يسمى بـ "الملقف" وهو المسئول عن تهوية القاعات داخل المسجد.
- مسجد سليمان اغا السلحدار، موقع مصر بداية الحكاية.
- شارع المعز لدين الله الفاطمي، الهيئة العامة للاستعلامات.
جامع السيدة نفيسة .... روضة "العفيفةالساجدة المتبحرة"
مصر عامرة بمساجدها؛ حالة مختلفة قد
لا يجدها البعض إلا في ذلك الجامع المكتظ بمريدي نفيسة العلوم صاحبة الرواية
الأكثر صدقا بين الروايات التي تتحدث عن حقيقة دفن جثمان آل البيت في مصر؛ فلم
يختلف أحد حول حقيقة دفنها في ذلك المكان الذي بُنى فوقه مقامها ومسجدها، وهو أحد أشهر مساجد "آل
البيت" النبوي، التي ازدانت بهم أرض مصر، ويقع في منطقة تحمل نفس الاسم
بالقاهرة، ويعد أول مسجد في درب عرف قديما بــ "درب السباع" ثم تغيير
إلى "درب أهل البيت"، لكونه يضم عدة محطات مشرفة منها مسجد السيدة نفيسة،
ومشهد الإمام علي زين العابدين، ومشهد السيدة زينب بنت الإمام علي، ومسجد السيدة
سكينة بنت الحسين، والسيدة رقية بنت الإمام علي بن أبى طالب، وسيدي محمد بن جعفر
الصادق، والسيدة عاتكة عمة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام
السيدة
نفيسة:
السيدة نفيسة؛ واحدة من آل البيت
الأطهار، فهي بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وهي من مواليد مكة
المكرمة عام 145هــ، قدمت إلى مصر عام 193هــ، ومكثت فيها إلى أن انتقلت إلى
الرفيق الأعلى عام 208م، تزوجت من "إسحق المؤتمن" الذي يعود نسله إلى
الامام الحسين بن على بن أبي طالب كرم الله وجه، وقد كانت -رضي الله عنها- سيدة
عظيمة، حافظة لكتاب الله، وعالمة بعلوم الفقه والتفسير، زاهدة بالدنيا، مقبلة على
الآخرة، وقد لقبت بــــ "نفيسة العلوم، ونفيسة الدارين، السيدة الشريفة
العلوية، والسيدة النقية، والعفيفة والساجدة والمتبحرة، وأم العواجز، وفرع
الرسالة، وجناح الرحمة، ونفيسة المصريين"
مشهد
السيدة نفيسة:
يعود تاريخ المشهد إلى وفاة السيدة
نفيسة بنت الحسن بمدينة القاهرة؛ فأراد زوجها دفنها في البقيع، فحزن أهل مصر حزنًا
شديدًا، وهرعوا إلى الوالي واستجاروا به عند زوجها، ليرده عما أراد، فأبى، فجمعوا
له مالا وفيرا وسألوه أن يدفنها عندهم، فأبى أيضا، فباتوا منه في ألم عظيم، لكنهم
عند الصباح في اليوم التالي، وجدوه مستجيبًا لرغبتهم، فلما سألوه عن السبب قال:
"رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول لي رد عليهم أموالهم وادفنها
عندهم"، وطبقا لــ خطط المقريزي" كان
عبيد الله بن السري بن الحكم والى مصر من قبل الدولة العباسية، أول من بنى على
قبرها عام 482 ه، وفي عهد الدولة الفاطمية أمر الخليفة الفاطمي المستنصر بالله
بتجديد الضريح، ثم أمر الخليفة الحافظ لدين الله بعدها بتجديد القبة وكساء المحراب
بالرخام.
وفي عام 714 هـــ أمر الناصر محمد بن
قلاوون بتجديد الضريح وبإنشاء مسجد بجواره، كما أمر بأن يتولى نظارة المشهد
النفيسي الخلفاء العباسيون، فكان أول من تولى النظارة الخليفة العباسي المعتضد
بالله، وفي عهد الخديوي عباس الثاني نشب
حريق بالمسجد وأتلف قسم كبير منه، فأمر بإعادة بناءه.
تخطيط
المسجد:
تأسس هذا المسجد بهذا الشكل الذي هو
عليه اليوم في عام 1314هــ /1897م؛ فيتوسط واجهة المسجد الرئيسية المدخل وهو بارز
ومرتفع عنها ومغطى بطاقية مقرنصة، وتقوم أعلاه منارة رشيقة بنيت على الطراز
المملوكي، ويؤدي المدخل إلى دركاه تفضي للمسجد؛ وهو عبارة عن مساحة مربعة مغطاة
بسقف خشبي منقوش بزخارف عربية ومحمول على ثلاث صفوف من العقود المرتكزة على أعمدة
رخامية، ويعلو منتصف البائكة الثانية منه شٌخشيخة مرتفعة، ويتوسط جدار القبلة
محراب مكسو بالقيشاني الملون، وعلى يمين المحراب باب يؤدي إلى ردهة مسقوفة يتوسطها
شخشيخة، نصل من خلالها إلى الضريح المغطى بقبة، حيث يتوسطه مقصورة نحاسية أقيمت
فوق قبر السيدة نفيسة.
جامع السلطان حسن
إذا كانت مصر الفرعونية تفتخر بأهراماتها، فإن مصر الإسلامية تفتخر بمسجد ومدرسة السلطان حسن، فهو تاج العمارة المملوكية، وأكثر آثار القاهرة الإسلامية تناسقًا وانسجامًا، إذ جمع بين ضخامة البناء ودقة الصناعة، وتنوع الزخارف، واجتمعت فيه شتى الفنون والصناعات، فنرى دقة الحفر في الحجر عبر زخارف المدخل ومقرنصاته العجيبة، وبراعة صناعة الرخام ممثلة في وزرتي القبة وإيوان القبلة، ومحرابيهما الرخاميين، والمنبر ودكة المبلغ، وكسوة مداخل المدارس الأربعة المشرفة على الصحن، كما يمتاز بدقة صناعة النجارة العربية وتطعيمها مجسمة في كرسي السورة الموجود بالقبة.
ووجوده على العملة المصرية فئة الــ "المائة جنيه" يؤكد تميز وشموخ فن العمارة في العصر المملوكي، فقد قال عنه المقريزي: إنَّه أكبر من إيوان كسرى، وعنه قال لوبون": إنَّه يَزيد على كنيسة نوتردام الباريسيَّة حَجْمًا"، أما جومار: فقد قال عنه في كتاب وصف مصر، إنه من أجمل مباني القاهرة الإسلامية ويستحق أن يكون في المرتبة الأولى من مراتب العمارة العربية بفضل قبته العالية وارتفاع مئذنتيه وعظمة اتساعه وكثرة زخارفه.
السلطان حسن:
هو حسن بن محمد الناصر بن قلاوون، ولد عام 735هـ (1334م) وكان اسمه قماري. وبعد أن تولى السلطنة اختار لنفسه اسم حسـن فعٌرف به. تولى السلطنة الأولى عام 748هـ (1347م) وكان عمره 13 عاماً، وقام بأمور الدولة يلبغا نائب السلطنة. وفي عام 1351م تآمر عليه الأمراء فخلعوه واعتقلوه وولوا أخاه الملك الصالح صالح سلطاناً. وفي شوال عام 755 هـ (1354م) تولى السلطنة مرة أخرى وقبض على زمام الأمور بحزم وخافه الناس، ولم يغير لقبه ونُعت بـ "الناصر"، واستمرت سلطته الثانية لمدة ست سنوات، واختلف المؤرخون في كيفية وفاته.
موقع المسجد:
يشغل مسجد ومدرسة السلطان "حسن" موقعًا فريدًا تجاه أحد أبواب القلعة المعروف باسم "باب العزب"، فهو يقع في ميدان القلعة بحي الخليفة.
تخطيط المسجد:
صٌمم هذا البناء على أساس مسجد جامع ومدرسة لتدريس المذاهب الأربعة، «الشافعي والحنفي والمالكي والحنبلي"، وضريحاً يدفن فيه، بدأ البناء في المسجد عام (757ه / 1356م)، واستغرق سبعة أعوام، ليكتمل عام (764ه / 1363م). لكن القدر لم يتح للسلطان حسن فرحة الانتهاء من بناء المسجد، فقد قُتل قبل ذلك الموعد ولم يٌعثر على جثمانه، وبالتالي لم يدفن بداخله وفق ما كان مخططاً.
بُني المسجد بنظام المدارس ذات التخطيط المتعامد، فهو عباره عن صحن أوسط مكشوف تٌحيط به أربعة إيوانات بالإضافة لقبة ضريحيه، يتجه الشخص من المدخل الرئيسي إلى دركاة، ثم تنثني يساراً إلى طرقة تفضي إلى صحن مكشوف ومفروش بالرخام، ويتوسطه فوارة مخصصة للوضوء مغطاة بقبة خشبية محمولة على ثمانية أعمدة رخامية رشيقة، كٌتب حولها بشكل دائري العديد من الآيات القرآنية بالخط الكوفي.
يشرف على الصحن أربعة إيوانات، أكبرها إيوان القبلة، تحصر بينها أربع مدارس لتعليم المذاهب الأربعة كتب على كل من أبوابها أنه أمر بإنشائها السلطان الشهيد الملك الناصر حسن بن الملك الناصر محمد بن قلاوون سنة 764 هجرية، ويتكون كل منها من صحن مكشوف وإيوان القبلة، ويحيط بالصحن مساكن للطلبة مكونة من عدة طوابق بارتفاع المسجد.
أما قبة الضريح فهي تقع خلف جدار المحراب، ونصل اليها عبر مدخلان عن يمين ويسار المحراب بإيوان القبلة، وهذان البابان من النحاس المكفت بالذهب عليهما اسم السلطان حسن، وقد بٌني هذا المسجد بعناية شديدة وصٌرف علية بسخاء فقد قيل إن مصاريف الإنشاء استهلكت خراج مصر بكاملها لمدة «7» سنوات.
واجهات المسجد:
الواجهة الجنوبية الشرقية: تطل على ميدان صلاح الدين " القلعة “وبها قبة الضريح ومئذنتان، المئذنة القبلية هي الأقدم بارتفاع 81.60 متر تقريباً، أما المئذنة الأخرى فهي ليست أصلية، ولكنها جٌددت بواسطة إبراهيم باشا عام "1217 هـ - 1802 م" بعد سقوط الأصلية عام 1070ه/ 1695م.
الواجهة الجنوبية الغربية: تطل على شارع المظفر، وتشتمل على نوافذ مدرستي الحنابلة والحنفية.
الواجهة الشمالية الغربية: تطل على ملحقات كانت خاصة بالمدرسة، وأسفل هذه الواجهة يوجد دورة المياه وأمامها الساقية التي كانت توصل المياه إلى المدارس والمسجد الجامع.
الواجهة الشمالية الشرقية: تقع على شارع محمد علي "عند تقاطعه مع شارع سوق السلاح" هي الواجهة العمومية يصل ارتفاعها إلى 37.70 متر، زٌينت بأثنى عشر حنية، وكل حنية تحتوي على ثمان نوافذ، تلك النوافذ الخاصة بمساكن الطلبة، كما يقع الباب الرئيسي عند الطرف الغربي من هذه الواجهة، ويعد هذا الباب طُرفة أثرية ومن أعظم المداخل وأكثرها ارتفاعاً وشموخاً. وكان له باب ضخم بمصراعين من الخشب وغشاء بالنحاس المكفت بالذهب والفضة، ولكنه نقل بعد ذلك إلى جامع المؤيد شيخ عام 1416م.
تتميز الواجهات بأنها مبنيه من الأحجار الضخمة، وقُسمت تلك الواجهات إلى تجاويف رأسية تشتمل على نوافذ سٌفلية من البرونز أو النحاس ذي المصبعات بينما تحتل القندليات البسيطة أو المركبة الجصية ذات الزجاج الملون الأجزاء العلوية من تلك التجاويف.
جامع الحاكم بأمر الله .. ثاني أكبر مساجد القاهرة
يعد جامع الحاكم بأمر الله ثاني أكبر مساجد القاهرة إتساعاً بعد مسجد ابن طولون وقد بُني هذا المسجد عام 380 هـ / 990 م في عهد العزيز بالله الفاطمي الذي بدأ في سنة 379هـ / 989م الذي توفى قبل اتمامه فأتمه ابنه الحاكم بأمر الله 403هـ لذا نُسب إليه وصار يعرف بجامع الحاكم.
ويقع هذا الجامع فى نهاية شارع “المعز لدين الله الفاطمي” بحي الجمالية، ملاصقًا لباب الفتوح، حيث يحدُّه من الشمال سور القاهرة الشمالي القديم، يجاوره شرقًا وكالة قايتباني وباب النصر، والجهة الغربية تحوي على المدخل الرئيسي على شارع المعز، أما بالنسبة للجنوب فهي منطقة سكنية.
وكان المسجد فى بادئ الأمر يقع خارج السور الشمالى المبنى بالطوب اللبن الذى بناه جوهر، إلا أنه أصبح داخله أيام الخليفة المستنصر باللّه، بعد أن قام وزيره بدر الجمالى بتوسيع القاهرة وأصبح السور الشمالى يلتصق تمامًا بالجدار الشمالى للجامع. ويبلغ طول المسجد 120.5 متراً وعرضه 113 متراً.
وتوجد بالجامع مئذنتان ويحيط بهما قاعدتان عظيمتان هـرميتان الشكل، تتركب كل قاعدة من مكعبين يعلو أحدهما الآخر والمكعب العلوى موضوع إلى الخلف قليلاً فوق السفلى ويبلغ ارتفاع الأخـير ارتفاع أسوار الجامع وتبرز من كل من المكعبين العلويين مئذنة مثمنة الشكل وفى منتصف هـذه الواجهة البحرية وبين المئذنتين يوجد مدخل الجامع الأثرى وهـو أول مدخل بارز بُني في جامع، يغطيه قبو اسطواني عرضه 3.48 متراً وطوله 5.50 متراً وفى نهايته باب عرضه 2.21 متراً ومعقود بعقد أفقى من الحجر وهـذا العقد والحائط الموجود فيه حديثا البناء ويوجد في المدخل عن اليمين وعن اليسار بقايا نقوش بديعة ارتفاعها 1.60 متراً.
يؤدى مدخل المسجد إلى الصحن الذى تحيط به الأواوين، وهـى على الترتيب الآتي: الأيوان الجنوبي الشرقي (أيوان القبلة) ويتكون من خمسة أروقة ويقابله الايوان الشمالى الغربى ويتكون من رواقين والايوانات الشمالى الشرقي والجنوبي الغربي ويتكون كل منهما من ثلاثة أروقة، وتوجد في نهايتى حائط القبلة قبتان محمولتان على مثمن كما توجد قبة ثالثة فوق المحراب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع:
- جامع الحاكم بأمر الله جوهرة إسلامية عمرها أكثر من ألف عام، عالم الإبداع.
- شارع المعز لدين الله الفاطمي، الهيئة العامة للاستعلامات.
جامع السلطان المؤيد
ندر لله تعالى ... هذا هو سبب إنشاء السلطان المؤيد لهذا
الجامع الكبير الذي يحمل اسمه ويقع على يسار باب زويلة بشارع المعز والذي تم
إنشائه عام 818 هجرية 1415م واستغرق إنشاءه ما يقرب من 5 سنوات.
حيث بنى هذا المسجد السلطان الملك "المؤيد أبو النصر شيخ
المحمودي الظاهري" الذي كان من مماليك السلطان الظاهر برقوق، قبل أن يتحقق له
ملك مصر.
قصة بناء المسجد :
وترجع قصة بناء المسجد إلي أن "المؤيد" قد حُبس في
خزانة شمال مصر، وحدث أن قاسى "المؤيد" في ليلة من البق والبراغيث، فنذر
لله تعالى إن تيسر له ملك مصر أن يجعل هذه البقعة مسجدا لله عز وجل، ومدرسة لأهل
العلم، وقد أوفى بنذره.
وتتحدث بعض الروايات أن سبب سجن المؤيد هو وصول وشاية للسلطان
برقوق بأن المؤيد يريد أن يقوم بانقلاب علي الحكم فأمر بسجنه في هذا المكان.
القيمة الفنية لهذا المسجد :
يعد هذا المسجد من أكبر وأضخم المساجد فى القاهرة بل أنه تحفة
فنية معمارية رائعة، فبدءاً من باب المسجد ... فهو في الأساس باب مدرسة السلطان
حسن ولكن "المؤيد" قد اشتراه مع تنور نحاس ليضمه للمسجد، وبعد الدخول من
بوابة المسجد الضخمة ترى ضريح "المؤيد"، والى جواره ضريح ابنه إبراهيم
الذي مات صبيا، وعند الدخول من باب المسجد الرئيسي نجد على اليسار سبيل للمياه كان
يستخدم قديما في إرواء ظمأ رواد المسجد وعابري السبيل.
ويتكون جامع السلطان المؤيد من صحن في الوسط مفتوح ومحاط
بأربعة أروقة، أكبرها وأعمقها هو رواق اتجاه قبلة الصلاة، وجدرانه مغطاة برخام ملون
إلى مستوى المحراب.
وبُنيت المئذنتان فوق برجي باب زويلة، وكل منهما في ثلاثة
مستويات محفورة ومزركشة. وللمسجد أربع واجهات، والشرقية منها هي الرئيسية؛ ويوجد
المدخل الرئيسي عند نهايتها الشمالية وله سلم مزدوج وباب شاهق الارتفاع مكسي
بالرخام.
أما قبة الجامع فنصل إليها عن طريق باب على يسار دركاة المدخل،
وهي مبنية بالحجر وأرضيتها من الرخام الملون. وتضم القبة مدفنين؛ واحداً للسلطان
المؤيد شيخ، والآخر لأبنائه.