وفاة شريف باشا "أبو الدستور المصري"
في مثل هذا اليوم 20 ابريل 1887 توفى شريف باشا وهو صاحب مشروع أول دستور لمصر في 1879 في عهد الخديوي إسماعيل ووضع ثاني دستور بعد الثورة العرابية في 1882 فكان مؤسس النظام الدستوري المصري ولذا لقب بـ "أبو الدستور"، كان أبوه محمد شريف أفندي قاضي قضاة مصر الذي عاد إلى الآستانة مع انقضاء مدة خدمته ومعه شريف وهو لا يتجاوز السنة ثم عين قاضياً للحجاز، فمر بمصر وقابل محمد علي باشا الذي رأى ابنه الصغير شريف معه فطلب من أبيه أن يكفله ويعلمه فقبل أبوه وتركه في رعاية الباشا فالتحق شريف بمدرسة الخانكة "الحربية" التي التحق بها أنجال وأحفاد محمد علي باشا.
أتم دراسته وانتظم في سلك البعثة الخامسة من البعثات العلمية التي أرسلها محمد علي إلى أوروبا والتي كان ضمنها أنجال محمد علي ومنهم "إسماعيل" وأيضاً أبو التعليم والصحافة في مصر "علي مبارك" ودرس في مدرسة سان سير العسكرية والتحق بالجيش الفرنسي، ولما تولى عباس الأول أمر بعودة البعثة، فعاد معها والتحق بالجيش المصري، وفي عهد الخديوي سعيد اهتم بشريف وأعاده ورقاه لرتبة أميرالاي الحرس الخصوصي ثم إلى رتبة "باشا" ثم عهد إليه سعيد بالمناصب السياسية فجعله وزيراً للخارجية عام 1857 فلما توفى سعيد عام 1863 ظل شريف وزيراً للخارجية واهتم به الخديوي إسماعيل "زميل البعثة القديم" وعهد إليه بوزارتي الداخلية والخارجية.
ولما أسس إسماعيل مجلس شورى النواب كان شريف وزيراً للداخلية وكان قد لعب دوراً في تأسيس هذا المجلس، وعهد إليه إسماعيل برئاسة المجلس الخصوصي "مجلس الوزراء" ثم استقال بعد خلع إسماعيل وعهد إليه الخديوي توفيق بتأليف وزارة، وقد تولى شريف رئاسة الوزارة أربع مرات، وبدأ رحلته مع الدستور مع رئاسته الوزارة الدستورية الأولى وأعد اللائحة الأساسية للحياة النيابية ولائحة الانتخاب، بقى أن نقول إن شريف باشا هو جد الملكة نازلي زوجة الملك فؤاد وأم الملك فاروق.
