جارى تحميل الموقع
19 الأحد , مايو, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة
قصر الأمير بشتاك

أنشأ هذا القصر الأمير سيف الدين بشتاك الناصري وتم بنائه بشارع المعز لدين الله الفاطمى بمنطقة النحاسين بجوار سبيل الأمير عبد الرحمن كتخدا وامام المدرسة الكاملية وحمام السلطان اينال.

 

 وقد انشىء هذا القصر على جزء من أرض القصر الكبير الشرقى وهو أحد القصور الفاطمية العظيمة ، وقد هدم بشتاك في إنشاء هذا القصر عدة مساجد إلا انه أبقى على واحد منها لا يزال باقيا حتى اليوم وهو المعروف بزاوية الفجل ، ويرجع تاريخ إنشاء هذا الأثر إلى سنة ( 735 – 740هـ/1334 – 1339م ).

 

 

والأمير سيف الدين بشتاك الناصرى هو أحد أمراء الناصر محمد بن قلاوون ، ترقى في المناصب حتى وصل الى رتبة أمير ، وكانت نهايته على يد الأمير قوصون منافسه الكبير الذى دبر له مكيدة للتخلص منه وذلك في أثناء حكم السلطان الملك الأشرف علاء الدين كجك بن الناصر محمد بن قلاوون ، وقعد عُرف عن الأمير بشتاك أنه يشبه بوسعيد ملك التتار، فكان كثير البذخ والحروب كما إنه كان مولعاً بالنساء ، وكانت نهايته عندما قبض عليه وتم تجريده من أملاكه وسجن بمدينة الإسكندرية وتم قتله في 5 ربيع أول سنة ( 742هـ / 1341م ) ، وقد شيد الأمير بشتاك أثناء حياته العديد من المنشآت المعمارية لعل أهمها قصره هذا.

 

وصف القصر :            

 

ويتكون ‏القصر من‏ ‏ثلاثة طوابق،‏ ‏الأرضي‏ ‏وبه‏ ‏قاعة‏ ‏وإسطبلات‏ ‏ومخازن‏ ‏غلال‏ ‏وغرف‏ الخدم‏، ‏والطابق‏ ‏الثاني‏ منه ‏يضم‏ ‏قاعة‏ ‏احتفالات‏ ‏وغرف‏ ‏النوم‏، فيما ‏كان يخصص الطابق الثالث ‏للحريم‏، إلا أنه تعرض للهدم‏.

‏والقاعة الرئيسية للقصر يتقدمها سطح مكشوف علي يساره حجرة تؤدي إلي القاعة الرئيسية، ويتعامد عليها أربعة إيوانات سقفها خشبي يحوي زخرفة قطع خشبية، وفي الوسط توجد فسقية من الرخام الملون لترطيب الجو برذاذ مائها المتطاير أثناء جلوس الأمير وزواره.

 

 

للقصر‏ ‏ثلاث‏ ‏واجهات‏، الأولي‏ ‏وهي‏ ‏الأساسية و‏تقع‏ ‏بالجهة‏ ‏الشمالية‏ ‏الغربية، وتطل ‏علي‏ ‏شارع‏ ‏المعز‏، ‏وتتكون‏ ‏من‏ ‏ثلاثة‏ ‏طوابق‏ ‏بها‏ ‏مشربيات‏ ‏ليست‏ ‏علي‏ ‏استقامة‏ ‏واحدة‏ ‏بل‏ ‏علي‏ ‏جزأين‏، أحداهما‏ ‏غائر‏، ‏والآخر‏ ‏بارز‏، ‏وبها‏ ‏رسومات‏ ‏هندسية‏ ‏آية‏ ‏في‏ ‏الجمال‏.‏

 

أما‏ ‏الواجهة‏ ‏الثانية‏ ‏فتقع‏ ‏بالناحية‏ ‏الشمالية‏ ‏الشرقية‏، وبها‏ ‏عدد‏ ‏من‏ ‏النوافذ‏ ‏المغطاة‏ ‏بأجنحة‏ ‏معدنية‏، وتضم ‏أيضا‏ ‏بوابة‏ ‏تؤدي‏ ‏للقصر‏. والواجهة‏ ‏الثالثة‏ ‏بالجهة‏ ‏الجنوبية‏ ‏الغربية‏ من القصر ‏تطل‏ ‏علي‏ ‏حارة‏ جانبية‏، لكن الزائر للقصر لابد له أن يسلك المدخل‏ ‏الحالي‏ بعد تطويره، ‏وهو المدخل الذي يتميز ‏بسلم‏ ‏خشبي‏ ‏مزخرف‏ ‏يؤدي‏ ‏إلي‏ ‏باب‏ ‏خشبي‏ ‏عليه‏ ‏كتابات‏ ‏عن‏ مؤسس ‏القصر‏ ‏وتاريخ‏ ‏إنشائه‏.

 

وفي عام 2003 بدأ مشروع ترميم قصر الأمير بشتاك ضمن مشروع تطوير القاهرة التاريخية وتم خلاله عمل ترميم شامل للمنطقة التاريخية وتم الإنتهاء منها عام 2007 بتكلفة حوالي 6 مليون جنية .

 

تحويل مركز الأمير بشتاك إلى مركزاً للإبداع الفني

 

سعت وزارة الثقافة المصرية إلى الاستفادة من هذه القصور والبيوت الأثرية في القاهرة بتحويلها إلى مراكز وساحات فنية وثقافية للإبداع تسعى إلى رفع الوعي الفني والفكري والثقافي لدى المتابعين والمهتمين. وفي هذا الإطار تم تخصيص قصر الأمير بشتاك ليكون مقراً لبيت الغناء العربي كأحد مراكز الإبداع الفني التابعة لصندوق التنمية الثقافية، وذلك بناءً على قرار السيد وزير الثقافة رقم 510 لسنة 2009.



وتم وضع رؤية فنية لهذا المركز تتعلق بأنشطة بيت الغناء العربي، تستهدف تقديم أصوات غنائية جديدة وعازفين مهرة، بهدف مواجهة موجات الغناء الهابط، وحفاظاً على تاريخ الغناء العربي، ليكون حاضراً في أذهان الأجيال القادمة.

 

ويقدم بيت الغناء العربي أصواتاً جديدة وعازفين على قدر عالٍ من المهارة والاحتراف، يصدحون بكنوز الموسيقى العربية، ويكملون مسيرة عمالقة هذا الفن الذين أثروا الوجدان العربي بأعمالهم التي لا تزال تتميز بالعمق والتفرد.

 

المرجع :

-    بيت الغناء العربي، قصر الأمير بشتاك، صندوق التنمية الثقافية، وزارة الثقافة المصرية.