جارى تحميل الموقع
19 الجمعة , أبريل, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة
ميدان لاظوغلي باشا .. وتمثاله الذي حير الجميع
 

 لم يكن "لاظوغلي باشا" شخصية عادية في زمنه .. فهو وزير مالية متميز وسياسي داهية .. فيُرجع البعض إليه قيامه بتدبير مذبحة القلعة حيث دعى محمد علي المماليك في حفلة إنتهت بقتلهم، فضلاً عن ما أثير حول عدم اهتمامه بتمجيد اسمه وقصة تمثاله الذي أثار الكثير من الجدل.

 

ولكنه في النهاية كان أحد قيادات الدولة في عهد محمد علي وأقيم له تمثال في وسط القاهرة في ميدان سمي باسمه "ميدان لاظوغلي"، يقع ميدان لاظوغلي عند تقاطع شارع مجلس الأمة وشارع الدواوين وشارع خيرت ويعتبر أهم المباني فيه هو مبنى وزارة العدل ومبنى وزارة الداخلية.

 

لاظوغلي ... وزير المالية الذى دبر مذبحة القلعة 


بدأت مصر الحديثة تاريخياً في عهد محمد علي، حيث الاهتمام بالصحة والتعليم والبنية التحتية، وكان الرجل الأبرز في حاشية الوالي محمد علي هو ذلك الكتخدا "محمد لاظ أوغلي باشا" فهو "محمد لاظوغلي باشا "وزير مالية محمد علي باشا الكبير وأول وزير في القوات المسلحة أيام محمد على، كما شغل منصب رئيس وزراء مصر عام 1808 وظل في منصبه هذا 15 عامًا.

 

اسمه الحقيقي "محمد لاظ" أما كلمة ”أوغلي“ فهي تعني "ابن" أي أنه ابن لاظ واللاظ لقب يطلق على قسم من سكان منطقة البحر الأسود في تركيا وقد جاء إلى مصر برفقة محمد علي باشا في أواخر القرن 18 وإليه تنسب فكرة مذبحة القلعة الشهيرة للتخلص من المماليك.

 


سبب التسمية


أطلق اسمه على ميدان كبير بالقاهرة هو ميدان "لاظوغلي" يتوسطه تمثال لاظوغلي باشا الذي صنعه المثال الفرنسي ”جاك مار“ عام 1872م، بعد أن قررت الحكومة المصرية عمل تماثيل لكبار الشخصيات في الدولة في عهد محمد علي وقد كان أحد أهم هؤلاء الكبار محمد لاظوغلي باشا.

 

كما تم تسمية شوارع أخرى في القاهرة باسم لاظوغلي أحدها عند السفارة البريطانية بحى جاردن سيتى بالقاهرة.. و الثاني شارع طويل شهير بحى حلوان.

 

 قصة تمثال محمد لاظوغلي (السقا بدلاً من لاظوغلي باشا):

 

لهذا التمثال قصة طريفة فعندما قرر "محمد علي باشا" صناعة تماثيل في مصر ،للعديد من الشخصيات والتي منها محمد لاظوغلي باشا ، فكان محمد لاظوغلي غير مهتم بتمجيد اسمه أو أعماله وإنجازاته إلى درجة أوقعت صانع التمثال في مشكلة كبيرة حيث لم يجد له صورة واحدة يصنع منها التمثال فأخذ يبحث مستعينًا بأحد أصدقاء لاظوغلي عن شخص يشبهه تمامًا واستمر البحث طويلاً حتى تم العثور على سقا يحمل قربة بها ماء  فالسقاء هو الشخص المسئول عن نقل المياه من الخزانات أو نهر النيل إلى المساجد والمدارس والمنازل و أسبلة (جمع سبيل) الشرب العامة و ذلك لعدم وصول المياه إلى هذه الأماكن لخدمة الأهالي .

 

وكان السقا يشبه لاظوغلي إلى حد مدهش فصنعوا له ملابس تشبه ملابس رئيس الوزراء ووقف الرجل الذاهل وقفة الأمراء لأول وآخر مرة في حياته وقام المثال الفرنسي “جاك مار ” سنة 1872 بصنع تمثال له و وضعه  في هذا الميدان وسمى على اسمه “ميدان لاظوغلي”  وظل هذا التمثال حتى يومنا هذا يقف وسط ميدان لاظوغلي بمدينة القاهرة منتحلاً شخصية رئيس وزراء مصر.

 


المصدر:

-  أرشيف مصر ، كتاب" القاهرة قصص وحكايات لللأديب الراحل "عبد المنعم شميس".