جارى تحميل الموقع
26 الجمعة , أبريل, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة

 

 الفن الشعبي بعيون عاشق المدَّاحين

 

التراث الشعبي.. ذاكرة الوطن وهويته:

التراث الشعبي يتكون من عادات الناس وتقاليدهم وما يُعبرون عنه من آراء وأفكار يتناقلونها جيلاً بعد جيل.. وهو استمرار للفولكلور الشعبي كالحكايات الشعبية والأشعار والقصائد المتغنى بها وقصص الجن الشعبية، والقصص البطولية، والأساطير، ويشتمل على الفنون والحرف، وأنواع الرقص واللعب، والأغاني، والحكايات الشعرية للأطفال، والأمثال السائدة والألغاز، والمفاهيم الخرافية، والاحتفالات والأعياد الدينية، وفيما يلي سرد لبعض فنون التراث الشعبي.

 



عاشق المداحين وملك الموال في حب مصر :

ارتبط الفن الشعبي في مصر باسم زكريا الحجاوي الذي تنقل بين الموالد والأسواق والقرى والنجوع في ريف مصر باحثًا عن تحفة فنية أو صوت حقيقي واعد يكتشفه ويعود به إلى القاهرة ليقدمه إلى النجومية.. كان يرى أن الفن ولد في مصر والتاريخ لا يزال طفلاً يلعب بين أهراماتها ومع الهجرات والأجناس الوافدة على مصر والخارجة منها هاجر بالفن من مصر إلى بلدان المنطقة ولكن عوامل كثيرة جعلت من فنون هذه البلاد فنًا قوميًا محليًا.

 



وقال عنه صلاح جاهين "إنه يشبه سقراط والحواريون حوله" ووصفه يوسف إدريس بأنه رائد القصة القصيرة الواقعية ولقّبه النقاد بعاشق المداحين، ودخل الحجاوي الإذاعة بتمثيلياته ومسلسلاته، ويعرف أن زكريا كان عاشقًا للقراءة أسيرًا للأساطير الشعبية وتتبع خطوات الشيخ سيد درويش وغنى بصوته الأجش كثيرًا من مقطوعاته في جلسات بين أصدقائه ثم احترف الصحافة وبدأ في كتابة القصة القصيرة والنقد والبحوث الفنية، وعاش كما أراد.. لا كما أراد له الناس.. زكريا الحجاوي عاشق المداحين والبسطاء والفقراء والفلاحين الرجل الذي أحب مصر فأعطته أفضل نبتها من قراها الطيبة فحمل الريس متقال إلى العالمية وقدم محمد طه وشوقي القناوي وجمالات شيحة وأبو دراع إلى جمهور الغناء وأيضًا خضرة محمد خضر التي تزوجها ولمع صوتها في "أيوب المصري" و"ملاعيب شيحا" وكتب زكريا آخر موال في خضرة التي غنت "زرعت فدان جمايل وأربعة معروف".. وروايتها "ياما شهامة بالزوق وبالمعروف" وسافر إلى صعيد مصر واكتشف "ناعسة المزاتية" التي تعد أم كلثوم الفن الشعبي وكّون لها فرقة غنائية وطاف معها الصعيد وأسس فرقة الفلاحين التي قدمت عروضها في احتفالات عيد الثورة عام 1957، وضم "زكريا الحجاوي محمد طه إلى فرقة الفلاحين للفنون الشعبية التي كلفته وزارة الثقافة بتشكيلها وضمه الإذاعي "جلال معوض" لإحياء حفل أضواء المدينة فى غزة والمعروف ان اسمه الكامل هو "محمد طه مصطفى أبو دوح” وكان يغني على مسارح الفن الشعبي في القاهرة كمقاهي حي الحسين والسيدة زينب في الاحتفال بالموالد والمناسبات الدينية وشارك الفنان الراحل فيما يقرب من 30 فيلمًا سينمائيًا أشهرها "حسن ونعيمة" و"دعاء الكروان" و"خلخال حبيبي" و"السفيرة عزيزة" و"ملك البترول".    

 

ويتميز محمد طه..  بأنه فنان  شعبي تلقائي صاحب الـ 10 آلاف موال منها  "ع الأصل دور" و"مسا الجمال والدلال" و"كلامنا بلدي اسمع يا ولدي" وغيرها من المواويل الشهيرة كما ألف ولحن وغنى وكان صاحب فرقة موسيقية وشركة أسطوانات، ومن أهم مواويله الوطنية "خليك فاكر مصر جميلة.. انتي الأصيلة يا مصر وكلنا عارفين، انتي الأصيلة يا مصر وكلنا شاهدين، بحق محمد نبينا وعيسى نبي الله، دي مصر أم العَلم، مصر جميلة وأصيلة فيها ولدي وفيها بلدي وسيدي كان فلاح وأصلي فلاح وحي على الفلاح، موصيني أبويا بكل فَـلاح وقالي مصر جميلة  مصر جميلة خليك فاكر, مصر جميلة.