جارى تحميل الموقع
26 الجمعة , أبريل, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة

اجواء ملكيه خاصة في خيم رمضان

 

خيمة لكنها ليست بخيمة عادية.. تشعر فيها كأنك في ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة، تعود بك لعصر الفاطميين أو المماليك .. خيمة يفوح منها رائحة البخور الذكية.. مزخرفة ومزركشة بالفوانيس..تضم مضيفات يرتدين الجلاليب التي كانت ترتديها النساء قديماً ، كما يرتدي الرجال الجلباب والطربوش ... يقدم فيها العديد من العروض الثقافية والدينية.

 

فهذا أحد المطربين الذي يقدم تواشيح دينية وأغانى رمضانية معتمراً الطربوش ، وهذا آخر يحضن العود ليعزف به أجمل الألحان ويقدم أجمل الأغاني القديمة متنقلاً بين أغاني فنانين تربوا  على المواويل الشعبية ، وذلك عرض تنورة يأسرك بألوانه الخلابة وحركاته الرشيقة التي تخطف الأنفاس من روعتها وجمالها .. أنت الآن في خيمة رمضانية فتمتع بكل الترحيب.

 

فالخيم الرمضانية في مصر مازالت تحتفظ بشكلها القديم وتتمسك بطابعها الفلكلوري المصري المميز؛ لتعيش بين أحضانها في كنف الماضي وتشتم عبق التاريخ ورقي العصور القديمة، فقضاء ليلة في أي خيمة رمضانية مصرية في أحد الأماكن التراثية تعتبر ليلة فريدة من نوعها تشعر فيها بالبهجة وتلمس بأناملك تناغم الحضارة الإسلامية بقاهرة المعز مع الحاضر؛ لتستشعر مزيجاً بديعاً و فريداً من الفنون المصرية الأصيلة.

 



وقد عرفت الخيم الرمضانية في القاهرة في العصر الفاطمي وبالتحديد في القرن العاشر ، وكان يطلق عليها اسم "بيت الشعر" حيث كانت تضم مسابقات وحلقات ذكر وتواشيح دينية بالإضافة إلى أشهى الأكلات الشعبية المصرية المرتبطة بذلك الشهر، ومع تطور الزمن اشتهرت الخيم الرمضانية و إتخذت طابعاً آخر بمشاركة‏ ‏عظماء‏ ‏الغناء‏ ‏في‏ ‏ليالي‏ ‏رمضان حيث‏ ‏كانت‏ ‏على‏ ‏رأس‏ ‏نجوم‏ ‏الليالي‏ ‏في‏ ‏رمضان‏ ‏"أم‏ ‏كلثوم‏" ‏و"فتحية‏ ‏أحمد"‏ ‏و"الشيخ‏ ‏علي‏ ‏محمود"  ‏و "منيرة‏ ‏المهدية"‏ ‏و"عبد‏ الطيف‏ ‏البنا"‏.

 

وانقسمت‏ ‏ليالي‏ ‏رمضان‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏الوقت‏ ‏إلى ‏ثلاثة‏ ‏أقسام  على حسب الأيام فالعشرة الأوائل من رمضان خصصت للشيوخ المشهورين في ذلك الوقت أمثال ‏‏الشيخ‏ "‏صديق‏ ‏المنشاوي‏" ‏الكبير‏ ، كما خصصت العشرة الثانية للمغنيين الشعبيين – وهم طائفة من الغجر خصصوا لغناء الفلكلور والمأثورات الغنائية  ، أما العشرة الآواخر من رمضان فقد اعتاد االناس  ان يستمعو لىىسلطانة-آنذاك- ‏منيرة‏ ‏المهدية‏ ‏ومن‏ ‏يصحبهما‏ ‏من‏ ‏البطانة‏ ‏والآلاتية‏ ،وقد ذاع صيت أم كلثوم في احدى تلك الخيم الرمضانية. 

 

وإستمرت الخيم الرمضانية على ذلك المنوال حتى تم إدخال ندوات أدبية بها، وقد شيع وقتها تقديم أحد‏ ‏رموز‏ ‏الفكر‏ ‏والثقافة أو أحد الشعراء في تلك الخيم، أما الآن فما زالت بعض الخيم الرمضانية تسير على نفس الخطى القديمة وتقدم التواشيح الدينية وعروض التنورة إضافة إلى الاستماع إلى العود العربي الأصيل.

 

وقد إحتضنت وزارة الثقافة لسنوات طويلة إقامة الخيم الرمضانية بالأماكن التراثية ونظمت فعاليات ثقافية وفنية أثرت بها الخيم الرمضانية بشتى أنواعها ، فتجد دار الأوبرا تضم العديد من الاحتفالات الرمضانية أهمها فرقة المولية المصرية وفرقة الموسيقى العربية للتراث وفرقة الإنشاد الديني بالإضافة إلى الصالونات الثقافية، أما قصور الثقافة فتجدها تضم هذا العام 9 قصور  تنوعت برامجها بين محاضرات دينية وثقافية وأمسيات شعرية وفرق للإنشاد الديني وفرق للموسيقى العربية وورش ومعارض فنية.

 

كما تقدم  مراكز الإبداع الفني المتمثلة في البيوت الأثرية بالقاهرة التاريخية هذا العام العديد من الاحتفالات الثقافية مثل بيت الهواري و بيت السناري ووكالة الغوري وقصر الأمير طاز وقصر الأمير بشتاك وبيت السحيمي وبيت العود العربي وبيت الشعر العربي بمنزل الست وسيلة  وشارع المعز وغيرها من الأماكن التراثية العديدة التي تحفل بها المحروسة وتقدم عروض فنية ودينية طول الشهر الكريم، فالخيم الرمضانية هذا العام ليست فقط طرب أصيل وفولكلوريات شعبية بل أمسيات ثقافية وشعرية و محاضرات دينية تمتزج جميعاً في خيمة واحدة لتثري الزائر بجو من المرح الممزوج بالثقافة والعراقة التاريخية تجعله ينتظر قدوم رمضان القادم.