جارى تحميل الموقع
16 الخميس , مايو, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة

كوبري قصر النيل

 

نشأه الكوبري:

لم تشهد مصر تقدماً عمرانياً كالذي شهدته خلال عصر الخديوي إسماعيل الذي كان يحلم بأن يجعل القاهرة قطعة من أوروبا، حيث فكر إسماعيل في إنشاء جسر يربط بين ميدان الاسماعيلية "التحرير حاليا" والضفة الغربية من النيل بمنطقة الجزيرة "الزمالك حاليا" اقتداء بمدن أوروبا التي تربط الجسور بين ضفافها بدلا من المراكب الشراعية. فكان عام 1869م بداية دخول مصر المحروسة عصر الكباري حيث عهدت الحكومة المصرية لشركة فرنسية إنشاء كوبري بناءً على أمر من خديوي مصر الخديوي إسماعيل.

  

سبب التسمية:

عُرف قديما بكوبري "الخديوي إسماعيل" لكونه صاحب فكرة إنشائه، أما اسم كوبري "قصر النيل" المعروف به حالياً فهو نسبة لقصر الأميرة "نازلي هانم" بنت محمد علي باشا المسمى بـــهذا الاسم، وحالياً "مبنى وزارة الخارجية سابقا".

وبعد الانتهاء من بناء الكوبري تشكلت لجنة فنية لاختبار صلابة الكوبري ومتانته وأجرت تجارب التشغيل بمرور فرقة من الطوبجية "المدفعية" مكونه من 6 مدافع مرت على الكوبري أكثر من مرة وبأكثر من تشكيل حتى ايقنت اللجنة من متانة وصلابة الكوبري. تم الافتتاح الرسمي للكوبري في مايو 1872م، وأصبح هو الشريان في قلب العاصمة. ورغم أن العبور على الكوبري كان متاحاً للعامة والخاصة إلا أن الحكومة المصرية قد أصدرت قراراً بأن يكون العبور نظير مقابل مادي "العوائد" وكانت تحصل على كل ما يمر على الكوبري سواء أشخاص أو حيوانات وأعُفى منها الأطفال حتى 6 سنوات فقط. والجدير بالذكر أن تماثيل أسود كوبري قصر النيل والموجود علية حالياً مصنوعة من البرونز صنعت في الأصل لكي توضع على بوابتي حديقة حيوان الجيزة، لكن عندما وصلت التماثيل من فرنسا، كان الخديوي إسماعيل قد خُلع، وكانت تجرى في تلك الفترة عملية تجميل للكوبري، فرأى الخديوي توفيق أن الكوبري يحتاج لمظهر يليق بهيبة اسم والده، فوضع أسدين على كل مدخل من مداخل الكوبري، وأصبحت الأسود الأربعة جزءً أساسيًا من التصميم، وأطلق عليه كوبري "أبو الأشبال" و"أبو السباع" نسبة للتماثيل الأربعة.

 

تطويره:

ظل الكوبري يؤدي دوره في تسهيل حركة النقل والتجارة حتى بات في ثلاثينات القرن العشرين غير قادر أن يتحمل التطور العمراني والزيادة السكانية فأعلنت مصلحة "الطرق والكباري" في عهد الملك فؤاد الأول مشروع إعادة بناء كوبري "قصر النيل" القديم بأسلوب الفك النظامي والذي يعتمد على فك كل قطعة من الكوبري ووضع رقم عليها، كما اشترطت عدم استعمال النار مطلقا في قطع أو فك أجزاء الكوبري الحديدية. طرحت المصلحة كراسات مواصفات ومن أطرف شروطها أن يكون الكوبري جميل المنظر سواء نظر الناس إليه من ناحية النهر أو من أعلى الكوبري وأن يحتفظ بوجود الأسود ويستعمل فوانيس كهربائية للإنارة، وقد وقع الاختيار على شركة إنجليزية لإعادة بناء الكوبري. وفي عام 1933م افتتح الملك فؤاد الأول كوبري قصر النيل الجديد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: أحمد كمالي: وللنيل وجه أخر، حكايات تاريخية على ضفاف النيل "ما بين القرن لثامن عشر حتى منتصف القرن العشرين"