جارى تحميل الموقع
4 السبت , مايو, 2024
البوابة الإلكترونية محافظة القاهرة

احتفالات اكتوبر

حرب أكتوبر في السينما المصرية

 

 

لحظات من الأمل والألم والخوف والفرح عاشها جنودنا على الجبهة دفاعًا عن كرامتنا وأرضنا التي هى في موروثنا الثقافي "عرضنا وكرامتنا" ولا يمكن لأحد أن ينتزعها منا .. هذه هى عقيدة المصريين للدفاع عن الأرض مهما كلفنا ذلك من أرواح وتجسدت هذه القيم جليًا في كافة حروبنا حتى أخرها حرب أكتوبر 73 فهى جزء من موروثنا القيمي والثقافي الذي نتبادله جيلاً وراء جيل .. والذي يكتب بأحرف من نور على جدران الشوارع وفي طيات الكتب ويعرض أيضًا على شاشات السينما والتليفزيون ... ورغم جلال الحدث – حرب أكتوبر 73 - إلا أن صناع السينما حاولوا تجسيد بعض قيم الفداء والتضحية لجنودنا البواسل في حرب أكتوبر عبر مجموعة من الأفلام والتي كان من أشهرها فيلم  أبناء الصمت، العمر لحظة، الوفاء العظيم، حتى آخر العمر، بدور، وحكايات الغريب، أغنية على الممر والطريق إلى إيلات.

 

 

 وإليك المزيد عن هذه الأفلام :

 

( الوفاء العظيم / 1974)

 

عن قصة فيصل ندا

 

    تدور الأحداث في قالب اجتماعي فالحبيب (ضابط الجيش) الذي يتقدم لخطبة حبيبته فيرفض والدها بسبب خلافات قديمة بين العائلتين ويجهلها الحبيبين ، ويقرر الأب تزويجها لشخص آخر والذي لابد وأن يكون ضابطًا أيضًا في الجيش هو الأخر والصدفة الكبرى أن الزوج يعمل في الجيش تحت قيادة حبيب زوجته الأول.

 

     وتتواصل أحداث الفيلم إلى أن يصاب الزوج في الحرب ويتعرض الحبيب الأول لبتر ساقه نتيجة لمحاولته افتداء الزوج أثناء الحرب.

    

     ويرقد الرجلان بنفس المستشفى وبالصدفة يعرف الزوج علاقة الحب القديمة التي كانت بين وزوجته و قائده فيقرر أن يتنازل عنها برضاه واقتناعه ليتزوجها الحبيب القديم ، ويوافق أبوها على هذه الزيجة برغم العداء القديم بين العائلتين، تقديراً ووفاءً لتضحية القائد أو الحبيب القديم من أجل الزوج في الحرب التي كانت البوتقة التي انصهرت فيها كل الخلافات من أجل الوطن.

 

 

 

 

 

 

 

 

( الرصاصة لا تزال في جيبي 1974 )

 

عن قصة رمسيس نجيب

 

     اجمع النقاد والجماهير على أن هذا الفيلم من أحسن ما أنتج عن حرب أكتوبر فهو فيلم من الأفلام القلائل التي بدأت أحداثه مع نكسة يونيو 67وحرب الاستنزاف وانتهت أحداثه بحرب أكتوبر 73 واحتوت على مشاهد كثيرة للمعارك الحربية ذات مستوى فني وتقني معقول ومبرراً وليس مقحمًا على أحداث الفيلم.

 

     وتدور الأحداث حول المجند الذي عاش بنفسه لحظات النكسة ومرارتها ونجا بنفسه من طائرات الهليكوبتر التي كانت تتلذذ بحصد الجنود المصريين في سيناء 67، يسقط من شدة الإعياء لينقذه أحد البدو في سيناء ويخفيه عن أعين الإسرائيليين في أحد المواقع القريبة منهم ويساعده على الهرب إلى الضفة الغربية للقناه ومنها إلى القاهرة، وقد شاهد بنفسه المذابح البشعة التي إرتكبها الجنود الإسرائيليين ضد الأسرى المصريين العزل من السلاح.

 

    وبعد العودة نجده حاملاً رصاصة في جيبه ويقسم على أن تبقى في جيبه إلى أن يسترد تراب أرضه وعرضه ، فمثلما اغتصب العدو الخارجي أرضه فقد اغتصب على الجانب الآخر العدو الداخلي ابنة خاله فاطمة في غيابه.

 

 

 

 

 

 

     ويعود المجند إلى الجيش يحمل كل معاني الأسى والمرارة لاغتصاب أرضه وعرضه ويشارك في حرب الاستنزاف ثم يعود إلى قريته محاولاً تغيير أو إصلاح الأوضاع ، وسرعان ما يعود إلى الجيش بعد استدعاء عاجل. ليبدأ حرب التحرير و استرداد العزة والكرامة المغتصبة في مشاهد هى الأطول والأروع في كل ما أنتج عن حرب أكتوبر.

 

     ويعود المجند إلى قريته ليجد الأوضاع قد استقرت بعد أن اختفى المغتصب لابنة خاله ، ولكن وبرغم أن الحرب الكبرى في الميدان قد انتهت إلا انه لا تزال الرصاصة في جيبه استعدادا للدفاع عن أرضه.

 

 ( بـدور 1974)

 

عن قصة نادر جلال

 

     البطل يعمل بمصلحة المجاري والبطلة لصة محترفه يتقابل الاثنين بينما كانت تحاول البطلة الاختفاء من المطاردة عقب سرقتها احد الأشخاص. و يضطر البطل إلى إيواء البطلة في منزله على مضض بعد أن أوهم الجميع أنها شقيقته.

 

     ويقع كل منهما في حب الأخر، وبعد استعراض لحياة البطل و أهل حارته وفي اللحظة التي تحقق للبطل حلم من أحلامه و هو الحصول أخيرا على علاوة على أجره و لم تدم سعادته طويلا فيتم استدعاؤه للجيش.

 

     وللصدفة العجيبة فإن البطل يحارب في نفس الفصيلة مع أحد اللصوص من الذين كان قد تصدى لهم مع أهل حارته قبل الحرب، وتنتهي الحرب. ويعود الجميع من الجبهة إلا البطل. ونشاهد القصة التي يرويها ذلك اللص التائب الذي قابله في الحرب و الذي يؤكد لهم فيها بأن البطل قد أستشهد وهو يطلق قذيفة على إحدى الدبابات. وتنهار البطلة و يحزن الجميع و لكن فجاه البطل يعود كما وعدها عند الفجر.

 

 

 

 

( أبناء الصمت 1974 )

 

  عن قصة مجيد طوبيا

 

     الأحداث تدور من خلال مجموعة من المجندين من طبقات الاجتماعية وشرائح مختلفة من المجتمع المصري ولكل منهم مشاكله الخاصة كل حسب ظروفه الاجتماعية و لكنهم أثناء حرب الاستنزاف يجمعهم خندق واحد ، وكان بعضهم قد عايش هزيمة 67 لذلك فبعضهم يحس مرارة الهزيمة والمهانة.

 

     وعلى الجانب الآخر نجد الصحفية "نبيلة"خطيبه زميلهم في الفصيلة "مجدي" التي تصطدم برئيس التحرير الذي كان في الماضي مناضلا وطنيا ثم تعرض للاعتقال وعُذب و لذلك فهو يعترض على الموضوعات الجريئة التي تكتبها بعد أن تخلى عن مبادئه الوطنية بعد ما ذاقه من هوان و ذل.

 

 

 

 

 

     والفيلم لا يختلف عن الأفلام السابقة فهو مثلهم مغرقا في القالب الاجتماعي وفى نهاية الفيلم  يعرض لقصة أسر اللواء الإسرائيلي المدرع بقيادة "عساف ياجوري"، في إسقاط مباشر يفيد معنى الانتصار .

 

( حتى آخر العمر 1975 )

 

عن قصة يوسف السباعي

 

     تدور معظم هذه أحداث الفيلم بعد الحرب، والأحداث تركز حول ما يجب أن يُقدم من علامات الشكر لمصابي الحرب وبطل الفيلم ضابط طيار أصيب أثناء الحرب مما ينتج عنه إصابته بالشلل، ويركز الفيلم على معاناة المصاب في حياته الشخصية والاجتماعية.

( العمر لحظة 1978 )

 

عن قصه يوسف السباعي

 

     من أشهر الأفلام التي قدمت عن الحرب بعد أكتوبر 73، و يتناول الحرب من جانب اجتماعي من خلال الصحفية التي تعانى من مشاكل زوجيه نتيجة غراميات زوجها رئيس التحرير والذي تعج مقالاته بالانهزامية واليأس بعد هزيمة 1967، بينما هي على العكس تحاول جاهدة توجيه كل اهتماماتها للقضايا الوطنية وتدعو بقوه إلى رفع الروح المعنوية وتحارب اليأس الذي يبثه زوجها في نفوس الشعب بعد الهزيمة .

 

      وتسافر الصحفية إلى الجبهة فترى الصمود و المعاناة النفسية للجنود على الجبهة وتقترب بشدة من المجندين وترعى شئونهم وشئون أهاليهم وتتدخل لحل مشاكلهم و تتطوع من أجل المصابين في إحدى المستشفيات وهناك تقع رغما عنها في علاقة حب مع أحد الضباط المصابين .

 

 

 

 

     وترمز العلاقة بين الصحفية والضابط إلى اقتران الجبهتين الداخلية والعسكرية، هذا الاقتران الذي هو ضروري لأي أمه سوف تخوض غمار أي حرب من الحروب .

 

(أغنية على الممر 1972 )

 

قصة علي سالم

 

     إذا كان حديثنا عن أفلام حرب أكتوبر التي أنتجت بعد الحرب فلايمكننا أن نغفل الأفلام التي أنتجت قبل الحرب والتي كانت المعادل الموضوعي لمرحلة الصمود والتصدي إلى سبقت حرب الاستنزاف قبيل حرب أكتوبر ومنها "أغنيه على الممر"

 

     تدور أحداث الفيلم عن خمسة جنود محتجزون في ممر بالصحراء بعد أن يستشهد جميع زملائهم أثناء حرب 67 وينقطعون عن العالم بعد أن يتلف جهاز اللاسلكي. الشاويش محمد ـ أكبرهم سنًّا ـ فلاح يترك أرضه ليزرعها أولاده ليشارك من قبل في حرب 56. حمدي الفنان الذي يحلم بالارتقاء بالأغنية بعيدًا عن الابتذال، وشوقي الذي ينشد المثالية ومسعد العامل البسيط الذي يحلم بالاستقرار مع زوجة، أما منير فهو انتهازي. يتعرضون لهجوم بطائرات العدو ليستشهد ثلاثة منهم.

 

     ويتعرض الفيلم بشكل رائع لمشاعر الجنود أثناء الحصار وهي مزيج من إحباطهم وذكرياتهم وطموحاتهم قبل الحرب وأمانيهم إذا ما عادوا من الحصار ،وأثناء وقت الحصار الطويل يحكي كل جندي عن حياته ومعاناته الإنسانية وعثراته وفشله.

 

 

 

 

والفيلم تجربه فنيه ثرية و لا تسمع به موسيقى تصويرية حيث اكتفى المخرج بأنفاس أبطاله و خلجاتهم والأغنية الرائعة الشهيرة التي كتبها الشاعر عبد الرحمن الأبنودي (تعيشي يا ضحكة مصر) , استعان بها كموسيقى محورية تتكرر بتصاعد الأحداث مرة غناءً أو بالصوت المكتوم من الحناجر و الذي أضفى الكثير من الروعة و الرهبة والاستمتاع وخليط من المشاعر الإنسانية التي يحسها المشاهد حين يجلس ليشاهد هذا الفيلم و هو الأقرب إلى أفلام الحرب العالمية التي لا تركز على العمليات العسكرية مثلما تركز على المشاعر الإنسانية . 

 

( حكايات الغريب 1989)

 

عن قصة جمال الغيطانى

 

في حكايات الغريب يتحول بطل القصة عبد الرحمن إلى مثال لتضحية المواطن المصري بغض النظر عن اسمه أو ديانته أو حتى مسقط رأسه في سبيل بلده ولكنه يختفي ويؤكد الكثيرين معرفتهم له ويحكون عن بطولاته و تصديه لدبابات العدو في مدينة السويس وكلا يسميه باسم مختلف حين تعرض عليه صورته، ولكن لغز اختفائه يدفع لتشكيل لجنة حكومية وإرسالها إلى السويس لتقصي الحقيقة وتعود اللجنة بما يفيد أن عبد الرحمن هو كل شاب مصري ضحى بحياته و استشهد في سبيل وطنه ..

 

( الطريق إلى ايلات 1995 )

 

     كتبه فايز غالى

 

     تدور أحداث الفيلم إبان حرب الاستنزاف عام 1969 قبل حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، وهو قيام مجموعة من الضفادع البشرية المصرية بمهاجمة ميناء إيلات الحربي ونجاحهم في تدمير سفينتين حربيتين هما بيت شيفع وبيت يم واللتان كانت تهاجمان مواقعنا في البحر الأحمر بعد استيلاء القوات الإسرائيلية على سيناء، ثم عودة هؤلاء الضفادع سالمين بعد إتمام مهمتهم بنجاح.