جارى تحميل الموقع
14 الثلاثاء , مايو, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة
حدث في مثل هذا اليوم

 انشاء إذاعة القرآن الكريم

حدث في مثل هذا اليوم 25 مارس 1964 ان انجذب ملايين المستمعين في الوطن العربي عندما سمعوا آيات سورة «البقرة» و«آل عمران» يتلوها الشيخ محمود خليل الحصري، بصوته الملائكي في محطة جديدة بالراديو خاصة للقرآن، هى إذاعة القرآن الكريم، أول إذاعة متخصصة في الإعلام الديني في العالم العربي والإسلامي، حققت هدفها من أول بث لها وهو نشر التعاليم الإسلامية والأحكام الشرعية وبيان صحيح الدين والتعريف بالإسلام وإذاعة روايات القرآن المختلفة تجويداً وترتيلاَ، وذلك عبر كوكبة من المرتلين المتميزين.

يرجع فكرة تأسيس الإذاعة بعد انتشار طبعة «مذهبة» من المصحف في أوائل الستينيات، ذات ورق فاخر، وإخراج أنيق، تحتوي على تحريفات خبيثة ومقصودة لبعض آيات القرآن، وكانت هذه الطبعة، رغم فخامتها، رخيصة الثمن وكان تحريفها خفيًا، الأمر الذي أدى إلى استنفار علماء الأزهر والأوقاف وقرروا التصدي لها عن طريق إنجاز تسجيل صوتي للقرآن المرتل، قام به الشيخ محمود خليل الحصري وتم طبعه على أسطوانات وتم توزيع نسخ منها على المسلمين في أنحاء العالم الإسلامي وجميع المراكز الإسلامية بالعالم، وكانت هذه الأسطوانات أول تجميع صوتي للقرآن الكريم بعد أول جمع كتابي له في عـهد أبي بكر الصديق، وبمرور الوقت تبين أن هذه الوسيلة لم تكن فعالة في إنجاز الهدف المنشود وهو التصدي للتحريف، نظراً لعجز القدرات والإمكانات المادية في الدول الإسلامية في ذلك الوقت عن إيجاد الأجهزة اللازمة لتشغيل هذه الأسطوانات على نطاق شعبي، فضلاً عن عدم توفر الطاقة الكهربائية اللازمة لها، بحكم الوضع الذي كانت عليه دول العالم الإسلامي في أوائل الستينيات من القرن العشرين.

واتجه علماء الأزهر إلى وزارة الثقافة والإرشاد القومي التي كان يرأسها الإعلامي الدكتور عبد القادر حاتم، الذي قام بالاقتراح على الرئيس جمال عبد الناصر بإنشاء إذاعة صوتية تصل لكل فئات الشعب، ووافق «عبد الناصر» على الفور وأصدر قراراً بتخصيص موجة قصيرة وأخرى متوسطة لإذاعة المصحف المرتل الذي سجّله المجلس الأعلـى للشؤون الإسـلامية، حسبما ذكر الدكتور فوزي خليل نائب رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق في دراسة له تحت عنوان «إذاعة القرآن الكريم من القاهرة من الماضي إلى الحاضر والمستقبل».

وبدأ إرسـال محطة إذاعة القرآن الكريم في الساعة السادسة من صباح يوم الأربعاء الموافق 25 مارس لسنة 1964م، بمدة إرسال قدرها 14 ساعة يوميًا على موجتين: قصيرة، والأخرى متوسطة، وكان الراديو الترانزستور وسيلة لالتقاط إرسالها بسهولة، وأحدثت محطة القرآن الكريم من القاهرة دوياً في البلاد العربية والدول الإسلامية وانهالت برقيات التهنئة على الرئيس جمال عبد الناصر وطالبته بزيادة قوة إرسال المحطة لكى تصل لجميع الدول، وبالفعل، خصصت الإذاعة موجة قصيرة أخرى يستطيع سماعها الشعوب الإسلامية في دائرة تشمل إندونيسيا وأمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية والدول الإسكندنافية وجنوب أفريقيا. 

وفي عام 1965 تم اعتماد مجموعة من القراء منهم الشيخ محمد صديق المنشاوي والشيخ مصطفى إسماعيل، وعبد الباسط عبد الصمد والطبلاوي وغيرهم ممن يجودون القرآن، وفي عام 1966 شهدت المحطة أول نقله نوعية بها حيث تقرر نقل التلاوات القرآنية على الهواء مباشرة، من خلال الاحتفالات الدينية وإدخال برامج دينية متخصصة في التفسير والأحاديث.

تولى رئاسة إذاعة القرآن الكريم على مدار نصف قرن تسعة رؤساء ترك كل منهم بصمة في قصة نجاحها، كان أولهم الشاعر محمود حسن إسماعيل الذي عمل على إذاعة القرآن مرتلًا بصوت خمسة من كبار القراء على فترتين يومياً، وأضاف إلى المحطة برامج دينية، وأصبح للإذاعة جمهورها الكبير داخل مصر وخارجها، ثم زاد انتشارها بعد حرب أكتوبر 1973 وزاد إرسالها إلى 19 ساعة حتى وصلت تدريجيا لأن تعمل على مدار اليوم كله وبدأت في تنويع علومها الدينية الفقهية عبر برامج مختلفة لأكبر العلماء والإذاعيين حتى دخلت إلى وجدان المصريين الذين اعتبروها قبلتهم لمعرفة مواقيت الصلاة ومعرفة أهلة الشهور العربية والمناسبات الدينية.

وتعد الدكتورة هاجر سعد الدين سابع رؤساء إذاعة القرآن الكريم وأول امرأة تتولى رئاسة المحطة في نوفمبر 1997، والتي عملت على زيادة البرامج الدينية بالإذاعة، واستطاعت الإذاعة عبر تاريخها أن تعمل على إسراء الثقافة الإسلامية السمحة والمعتدلة وأصبحت مدرسة تعطى أحسن الأمثلة للخطباء والوعاظ ومركزاً ثقافياً يلاحق بالتحليل والرد كل ما يجرى ضد أعداء الإسلام.