جارى تحميل الموقع
18 الخميس , أبريل, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة
جامعة عين شمس
19 سبتمبر 2021
About

للاستماع إلى الموضوع

 


قصة إنشاء جامعة عين شمس.... حين استجاب طه حسين لرغبة الطلاب.. الجامعة: تمثل حجر الزاوية في بناء الدولة الحديثة بمختلف مكوناتها الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية، فلا يقتصر دورها على تربية الكوادر في مختلف أركان البناء، بل تساهم في التنمية بمختلف أنواعها بما تنتجه من بحوث. وقد واكبت نواه التعليم العالي الحديث بناء الدولة الحديثة منذ عهد محمد علي من عام 1805إلى عام 1848 إلا أن دورها اقتصر على إعداد الكوادر، ولم تتطرق إلى البحث العلمي، وافتقرت إلى إطار مؤسسي يربط بينها، إلى أن حاول علي باشا مبارك أن يمد الجسور بين المدارس العليا وبعضها البعض، ويمهد للربط بينها وتحويلها إلى جامعة، وكان ذلك في عهد الخديوي إسماعيل من عام 1863 إلى عام 1879، وظلت المحاولات قائمة بين الحين والاخر إلى أن أسست أول جامعة مصرية عام 1908، واليوم نستعرض سويا تاريخ جامعة استثنائية أنشئت تلبيه لرغبه طلاب وأساتذة المعاهد العلمية المختلفة، أنها جامعة "أون" عين شمس.

 

 

جامعة عين شمس ثالث أقدم جامعة مصرية، عقب جامعة "فؤاد الأول" القاهرة حالياً، وجامعة "فاروق الأول" الاسكندرية حالياً، وهي واحدة من أعرق الجامعات المصرية التي لها بصماتها الواضحة في مسيرة التعليم والبحث العلمي، وفي مختلف المجالات بمصر حيث قامت الجامعة منذ نشأتها عام 1950، بدور بارز ورائد وقيادي في عملية تطوير التعليم العالي في مصر والنهوض بالبحث العلمي في المجالين الأكاديمي والتطبيقي. فكيف نشأت هذه الجامعة، وما هو دورها في مسيرة المجتمع المصري؟

 

نشأة الجامعة:

جامعة عين شمس؛ أول جامعة مصرية تنشأ عقب حركة اضطراب واعتصام قام بها طلاب وأساتذة ثلاثة معاهد واقعة تحت إشراف وزارة المعارف حينئذ، هم «المعهد العالي للهندسة بالعباسية، والمعهد الزراعي العالي بشبين الكوم، والمعهد العالي للعلوم المالية والتجارية»، مطالبين بضمهم تحت مظلة جامعة حرة توفر لهم سبل البحث العلمي والتفكير الحر أسوة بإخوانهم في جامعة "فؤاد الأول" القاهرة.

 

وعُرضت فكرة إنشاء الجامعة في جلسة لمجلس النواب يوم 27 مارس عام 1950، ونوقش تقرير لجنة شؤون التربية والتعليم عن مشروع الجامعة، وكان وقتها الدكتور طه حسين وزير المعارف الذي تحدث في الجلسة قائلاً «لقد وجدت بعض هذه المعاهد مضربا وبعضها الآخر قد اعتصم فيه طلابه يودون أن يستمتعوا بالنظام الجامعي كزملائهم في جامعتي فؤاد الأول وفاروق الأول، ووجدت الأساتذة ليسوا أقل رغبة منهم في أن يستمتعوا أيضا بهذه الحرية الجامعية»، وأضاف "حسين": « أن وزير المعارف يريد أن يحول هذه المعاهد إلى جامعة حتى امتلأت هذه المعاهد بهجة وسرورا»، وبهذا أنهى «حسين» الجدل الدائر حول ما إذا كان مناسبا إنشاء جامعة ثالثة أم لا، واستجاب إلى رغبه الطلاب. وقد كان لهم ما أرادوا.

عميد الادب العربي الدكتور طه حسين

 

وقد صدر القانون رقم 93 لسنة 1950 الذي يقضي بإنشاء جامعة بمدينة القاهرة تسمى (جامعة ابراهيم باشا الكبير) تخليدا لذكرى هذا القائد العظيم.

 

ولم يحدد قانون إنشاء الجامعة في بنوده موقع الجامعة أو إدارتها، وكانت نواتها كليات ومعاهد سابقة ومتفرقة استمرت في موقعها وأصبحت تحت مظلة الجامعة الجديدة. وفي يونيو عام 1951 وافقت لجنة انتقاء المواقع بوزارة الاشغال على تخصيص قطعة أرض مساحتها 196 فداناً، من أملاك الحكومة تقع خلف مبنى كلية الهندسة بحي العباسية لتكون موقعاً لبناء كليات الجامعة،  وكان الهدف من  اختيار هذا الموقع هو أن تكون جامعة إبراهيم باشا امتداد لمدينة أون وتسمى حالياً عين شمس، والتي كان بها أول جامعة في تاريخ الحضارة الإنسانية.

 

وفي أكتوبر عام 1952 أهدى اللواء محمد نجيب قصر الزعفران لجامعة إبراهيم باشا، فانتقلت إلية إدارة الجامعة وشغلت الطابقين الثاني والثالث، بينما شغلت كلية الحقوق الطابق الأول. وكان الدكتور محمد كامل حسين أول من شغل منصب رئيس الجامعة بعد أن عينه الدكتور طه حسين وزير المعارف.

 

شعار الجامعة:

جاء الشعار ليوضح مدى الترابط بين الاسم والتاريخ القديم للجامعة، حيث يتكون من مسلة يحيط بها صقران، وترمز المسلة إلى الحياة في مدينة أون، كما يرمز الصقر إلى الاله حورس رب من أرباب الشمس، وكتب داخل المسلة اسم الجامعة باللغة الهيروغليفية

 

وتقرأ على النحو التالي "بر-عنخ إبراهيم عا" وتعني " جامعة إبراهيم الكبير"

 

وبعد أن تغير اسم الجامعة كتب داخل المسلة " بر- عنخ أون"   وترجمتها "جامعة عين شمس".

 

جامعة عين شمس وثورة يوليو:

بعد إعلان الجمهورية في 15 يونيو عام 1953، أقترح أعضاء قيادة الثورة أن تكون أسماء الجامعات المصرية ذات جذور ومعالم تاريخية مصرية،  ولما كانت أكثر كليات جامعة إبراهيم باشا تقع في الشرق قرب مدينة "أون" هليوبوليس القديمة، اقترح مجلس الجامعة أن يستبدل اسم جامعة ابراهيم باشا الكبير باسم جامعة هليوبوليس وذلك بهدف إحياء ذكرى جامعة أون القديمة، ولأن اسم هليوبوليس يعد اسما عالميا لا يصعب تداوله بين بلاد العالم وكان ذلك في 21 فبراير عام 1954، إلا أن السلطات الوزارية رفضت الاسم ، ورأت أنه لابد أن يكون الاسم عربيا مألوفا لدى المواطنين فاستبدلت بهليوبوليس عين شمس اسما دائما للجامعة، وكان ذلك في 16 سبتمبر عام 1954، وعين شمس هي التسمية العربيةـ "هليوبوليس".

وعن قصر الزعفران وهو حالياً مبنى رئاسة الجامعة، فالذي بناه الخديوي إسماعيل عام 1864م على أنقاض قصر الحصوة في العباسية، الذي بناه "محمد علي باشا"، وقد بُنى القصر على غرار قصر "فرساي" بفرنسا الذي قضى فيه الخديوي إسماعيل فترة تعليمه، وسمى القصر بهذا الاسم نسبة للمنطقة المحيطة به والتي كانت مشهورة بمزارع الزعفران.

 

                                                      قصر الزعفران قديما                                                          قصر الزعفران المقر الاداري للجامعة حاليا

تكونت الجامعة في بداية الأمر من ثماني كليات وهم (الآداب، القانون، التجارة، العُلُوم، الهندسة، الطب، الزراعة، البنات)، وفي عام 1969 أصبحت كلية التربية، والمعروفة منذ عام 1880 باسم كلية المعلمين هي الكلية التاسعة في الجامعة، تليها كلية الألسن عام 1973، وفي عام 1994 صدر مرسوم لإنشاء كليتين اخرتين وهما كلية الصيدلة، وكلية طب الأسنان، وبدأت الدراسة الفعلية في العام التالي في كلتا الكُليتين، وفي نفس العام، تقرر إنشاء كلية علوم الحاسب والمعلومات، وبدأت الدراسة بها في العام التالي، ثم توالت الكليات بعد ذلك فكانت كلية التربية النوعية هي آخر كلية تلتحق بالجامعة  عام 1998.

 

خريجي الجامعة:

تزخر جامعة عين شمس بالعديد من الخريجين المتميزين والبارزين في شتى المجالات الذين اثروا على المجتمع المصري والعالمي، لما يتمتعون به من خبرات علمية كثيرة ساهمت في خدمة المجتمع والإنسانية من خلال العديد من الاختراعات والابتكارات التي أصبحت الآن من ضروريات الحياة، والتي لا يمكن الاستغناء عنها، ونذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر " فاروق الباز، وفؤاد زكريا، وأسامة أنور عكاشة......".

 

وهكذا نجد أن جامعة عين شمس مؤسسة علمية وثقافية رئيسية، تدرك التحديات وتحمل إلى جانب الجامعات المصرية الأخرى مسؤولية صعبة لخلق جيل جديد قادراٌ على المنافسة في سوق العمل وخدمة المجتمع طبقا للمستجدات العالمية، وتطوير الحياة الثقافية والعلمية في مصر وإغناء المعرفة الإنسانية عموما.

للمزيد من الموضوعات "اضغط هنا"