جارى تحميل الموقع
23 الثلاثاء , أبريل, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة
أيام عالمية واحتفالات مصرية

نصر أكتوبر 1973

في مثل هذا اليوم تحتفل مصر بذكرى نصر أكتوبر العظيم وتحرير ارضها من العدو الاسرائيلي الذي قام باحتلالها عقب حرب 5 يونيو عام 1967، وقام المصريون طوال الـ 6 سنوات من 1967 حتى 1973، بالاستعداد لمعركة النصر المبين، والتي أنهت أسطورة الجيش الذي لا يقهر "الجيش الإسرائيلي" في السادس من أكتوبر عام 1973، حينما عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، لاستعادة سيناء المحتلة، وتعد حرب أكتوبر المجيدة علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة فقد تبارت فيها جميع التشكيلات العسكرية في أن تكون مفتاحًا لنصر مبين، وتعد حرب أكتوبر هى الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة التي شنتها كل من مصر وسوريا على إسرائيل عام 1973م.

بدأت الحرب ظهر يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق يوم 10 رمضان 1393 هـ بهجوم مفاجئ من قبل الجيش المصري والجيش السوري على القوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء وهضبة الجولان وساهم في الحرب بعض الدول العربية سواء عسكريا او اقتصاديا، وتعرف هذه الحرب باسم حرب أكتوبر أو حرب العاشر من رمضان في مصر فيما تعرف في سوريا باسم حرب تشرين التحريرية اما إسرائيل فتطلق عليها اسم حرب يوم الغفران، فقد حقق الجيشان المصري والسوري الأهداف الاستراتيجية المرجوة من وراء المباغتة العسكرية لإسرائيل، وكانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى بعد شن الحرب، حيث توغلت القوات المصرية 20 كم شرق قناة السويس، وتمكنت القوات السورية من الدخول في عمق هضبة الجولان.

 

وقد تمكن الجيش الإسرائيلي على الجبهة المصرية بعد ذلك من فتح ثغرة "الدفرسوار" وعبر للضفة الغربية للقناة وضرب الحصار على الجيش الثالث الميداني ولكنه فشل في تحقيق اي مكاسب استراتيجية سواء بالسيطرة على مدينة السويس او تدمير الجيش الثالث، وعلى الجبهة السورية تمكن ايضاً من رد القوات السورية عن هضبة الجولان، وتدخلت الدولتان العظمتان في الحرب بشكل غير مباشر حيث زود الاتحاد السوفيتي مصر وسوريا بالأسلحة، بينما زودت الولايات المتحدة إسرائيل بالعتاد العسكري، وفي نهاية الحرب عمل وزير الخارجية الأمريكي "هنري كيسنجر" وسيطاً بين الجانبين ووصل إلى اتفاقية هدنة لا تزال سارية المفعول بين سوريا وإسرائيل، وبدلت مصر وإسرائيل اتفاقية الهدنة باتفاقية سلام شاملة في "كامب ديفيد" 1978، وانتهت الحرب رسمياً بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو 1974 حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.

 ومن أهم نتائج الحرب استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء، واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية بما فيها مدينة القنيطرة وعودتها للسيادة السورية، وعودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975م، ومن أهم النتائج أيضا تحطم أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر والتي كان يرددها دائماً القادة العسكريون في إسرائيل، كما أن هذه الحرب مهدت الطريق لاتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل والتي عقدت في سبتمبر 1978م على اثر المبادرة التاريخية للرئيس الراحل "أنور السادات" في نوفمبر 1977م وزيارته الشهيرة للقدس.