جارى تحميل الموقع
28 الخميس , مارس, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة

 

الزهايمر ... قاتل الذاكرة

 

مرض الزهايمر أو قاتل الذاكرة هو عبارة عن ضمور في خلايا المخ السليمة يؤدي إلى تراجع مستمر في الذاكرة وفي القدرات العقلية والذهنية. ويطلق عليه العته أو الخرف الكهلي  presenile dementia وهو السبب الأكثر شيوعًا للخرف. فهو يؤذي المهارات العقلية والاجتماعية مما يؤدي إلى إعاقة الأداء اليومي في الحياة العادية. وعلى الرغم من أن الزهايمر هو مرض عضال لا شفاء منه، إلا أن هنالك علاجات قد تحسن جودة حياة من يعانون منه.

سمى هذا المرض بالزهايمر إشارة إلى العالم الألماني "ألويس الزهايمر" الذي اكتشفه عام 1906. ومرض الزهايمر ليس مرحلة طبيعية من مراحل الشيخوخة، لكن احتمال الإصابة به يتزايد مع تقدم العمر. فنحو 5% من الناس في سن 65 - 74 عامًا يعانون من مرض الزهايمر، بينما نسبة المصابين بالزهايمر بين الأشخاص الذين في سن 85 عامًا وما فوق تصل إلى نحو 50%.

 

تأثير الزهايمر على خلايا المخ؟

وقد وصف مكتشف المرض وجود رقع أو لويحات حول خلايا المخ وتشابكات أو كتل داخل خلايا المخ وذلك عند الفحص المجهري لأنسجة المخ ومازال هذا الوصف حتى الآن هو السمة المميزة لهذا المرض.

وتتكون اللويحات من نوع من البروتين الموجود بالمخ يسمى "بيتا أميلويد" بينما تتكون الكتل داخل الخلايا العصبية كخيوط ملتوية بفعل تشوه يصيب بروتين آخر يسمى "تو".

وقد لاحظ العلماء أن هذه البروتينات تزيد ضمن نظام معين حيث تبدأ بالتواجد بمناطق المخ المسئولة عن الذاكرة والتعلم ثم بقية المناطق كلما تقدمنا في العمر ولكنها تكون أكثر بكثير عند مرضى الزهايمر والعلماء لم يتوصلوا تحديداً لدور هذه البروتينات ولكن الخبراء يعتقدون أنها تمنع توصيل الإشارات بين الخلايا العصبية وتعرقل الأنشطة اللازمة لاستمرار حياة الخلية. وما هو مؤكد لدى العلماء هو أنه بمجرد ظهور المرض يكون قد سبقته عملية موت وتحلل طويلة تمتد لسنوات لخلايا المخ التي تقوم بحفظ المعلومات واسترجاعها. وبموت الخلايا العصبية يتقلص المخ ويحدث به ضمور ويفقد شكله المتجعد.

 

أعراض مرض الزهايمر

مرض الزهايمر يبدأ ببطء فهو يبدأ بفقدان بسيط في الذاكرة متمثلاً في نسيان الأحداث القريبة – نسيان بعض أسماء الأشخاص المقربين ونسيان أسماء الأشياء - بعض العمليات الحسابية البسيطة قد تصبح معضلة.

ثم يبدأ مرض الزهايمر يزداد تدريجيًا وتصبح الأعراض أكثر صعوبة وقد ينسى المريض كيفية بعض الأعمال البسيطة مثل غسل الأسنان أو تمشيط الشعر.

وقد يواجه مشاكل في اللغة مثل نسيان بعض الكلمات البسيطة ثم يبدأ المريض يفقد الإحساس بالوقت والمكان وقد يتوه في الشارع الذي يقيم فيه ولا يعرف كيف يصل إلى منزله كما يفقد المريض القدرة على الحكم على الأشياء فقد يلبس ملابس ثقيلة في الصيف وقد يصرف كثير من الأموال بدون طائل ويخطئ مريض الزهايمر في وضع الأشياء في أماكنها المعروفه، فقد يضع المكواة في الثلاجة.

وقد تحدث للمريض تغيرات مزاجية شديدة ومفاجئة كأن ينتقل فجأة من حالة الهدوء إلى البكاء ثم الغضب بدون أسباب واضحة لذلك، كما تحدث له تغيرات مفاجئة في الشخصية كأن يصبح نزاع إلى الشك أو يصبح خائفًا ويفقد المريض الحماس لأي شئ ويصبح سلبيًا فقد يجلس بالساعات أمام التليفزيون وقد ينام كثيراً. وعندما تظهر على المريض كل أو بعض هذه الأعراض فإنه يجب أن يسعى للمشورة الطبية للعلاج ولمرض الزهايمر بعض العقاقير التي تؤدي إلى التحكم في بعض الأعراض مثل الأرق والقلق والاكتئاب وتؤخر من تقدم مرض الزهايمر .

وكما نرى من أعراض  مرض الزهايمر أن المريض يحتاج إلى من يرعاه طوال اليوم ويحتاج رعاية وعناية خاصة من الناحية التغذوية فالتغذية الجيدة والصحية ضرورية لاكتساب الطاقة والقوة كما أنها أساسية لمقاومة الأمراض.

 

تغذية مريض الزهايمر

كثير من مرضى الزهايمر يعانون مشاكل خاصة بالأكل والتغذية قد يكون السبب طقم أسنان غير سليم أو يكون هناك مشكلة في البلع وقد يكون هناك حالة من فقدان الشهية. ونتيجة للتغيرات التي تحدث في المخ لدى مريض الزهايمر فإن المراكز التي تتحكم في الشهية تتأثر ويبدأ المريض:

- لا يتعرف على الجوع أو العطش.

- يكره طعم ورائحة بعض الأكلات التي كان يحبها من قبل.

- ينسى أن يأكل.

- قد لا يلاحظ أن الطعام ساخنًا ويأكل فيحرق لسانه وفمه.

- وفى بعض الحالات المتأخرة من مرض الزهايمر قد يأكل أشياء غريبة مثل الصابون السائل أو أوراق النباتات.

 

ولذلك فإن الراعي لمريض الزهايمر يجب أن يكون واعيًا لكل هذه المشاكل ويأخذ احتياطاته من حيث مراقبة المريض جيداً فلا يضع أمامه أكل ساخن أو أشياء ضارة.

وهناك عدة نقاط خاصة بتغذية مريض الزهايمر يجب أن يراعيها الأشخاص المنوط بهم رعاية المريض للتغلب على حالة فقدان الشهية ورفض الأكل :

- يجب أن يكون الأكل في أوقات منتظمة.

- تقدم كميات محدودة من الطعام وتكون مفيدة ومختلفة في الملمس واللون.

- ومن الممكن وضع نوع واحد من الأكل في الطبق في كل مرة .

- ويفضل أن يكون الطبق أبيض سادة حتى لا ينشغل المريض بالألوان أو الرسومات في الطبق.

- يفضل أن يكون الأكل على هيئة أصابع أو أشياء صغيرة يمسكها أو ساندوتشات.

-  لا نقدم 3 وجبات رئيسية ولكن نقدم عدة وجبات خفيفة وصغيرة على مدار اليوم أو نقدم وجبات إضافية بين الوجبات الرئيسية.

- يجب إزالة كل ما قد يلهو عن الطعام مثل تليفزيون – راديو – ويكون الجو هادئ أثناء الأكل.

-  من المفضل أن نأكل مع المريض لنشجعه على الأكل ونساعد على زيادة شهيته.

-  لا يقدم الطعام أو الشراب ساخنًا.

-  يجب مراعاة الحالة الصحية للمريض  إذا كان مريض سكر لا نضع سكر كثير في الأكل وإذا كان مريض ضغط لا نسرف في استخدام الملح.

 

نوعيات الأطعمة المطلوبة لمريض الزهايمر :

 يجب أن يكون الطعام المقدم لمريض الزهايمر غنى ببعض العناصر الضرورية لصحة المخ مثل حمض الفوليك – فيتامين هـ - فيتامين جـ - فيتامين ب6 وب12 ومعدن السيلينيوم.

 

مصادر هذه العناصر:

- فيتامين جـ موجود في: الموالح مثل الليمون، البرتقال، اليوسفي، الجوافة، الموز، الفراولة، التفاح والخضروات مثل الجزر، الطماطم، البازلاء، الفلفل الأخضر، أما الخضروات الوراقية الخضراء مثل السبانخ،الجرجير،المقدونس، الملفوف.

-  فيتامين هـ موجود في: الزيوت النباتية مثل زيت الذرة، الفول السوداني، المانجو، الكيوى، السبانخ.

- حمض الفوليك موجود في: الخضروات الورقية الخضراء مثل السبانخ – الخس، أما البقول مثل اللوبيا، الفول، البازلاء، الخبز الأسمر، القمح، البرتقال، الكانتلوب، الموز، البيض، الكبده، الفول السوداني.

- فيتامين ب 6 موجود في: اللحوم مثل الدجاج واللحم البقري، الأسماك مثل السلمون والتونة المعلبة، السبانخ، البطاطس، الموز، القمح.

- فيتامين ب 12 موجود في: اللبن ومنتجاته مثل الزبادي والجبن الشيدر، البيض، الدجاج، اللحمة، الكبدة،الأسماك مثل السلمون والتونة المعلبة، القمح.

- السيلينوم موجود في : الجبن الشيدر، الجبن القريش، البيض،اللحمة والكبدة، التونة المعلبة فى الزيت، الخبز الأسمر، المكرونة، القمح.

 

علاج مرض الزهايمر

حتى الآن لا يمكن للعلاج أن يساعد على إبطاء تطور مرض الزهايمر أو الشفاء منه بصورة قطعية ولكن العلاج يلطف من الأعراض علاوة على أن توفير الخدمة الجيدة للمريض و دعمه يجعل الحياة أحسن . ومع أن أغلب ما عرف عن هذا المرض كان خلال الخمسة عشر عامًا الأخيرة إلا أنه هناك جهود متسارعة وموسعة لمعرفة المزيد عن المرض ومتابعة الأبحاث لإيجاد طرق أحسن لعلاجه وتأخير ظهوره ومنع تطوره .

 

ممارسة الرياضة تقي من مرض الزهايمر

نشرت مجلة لانسيت لأبحاث الأعصاب بحثًا يحث الناس في أواسط العمر على ممارسة الرياضة للوقاية من الإصابة بالخرف عند تقدم العمر بهم. وقال البحث إن ممارسة الرياضة لنصف ساعة مرتين أسبوعيًا يمكن أن يؤدي إلى تحسن كبير. وقالت المجلة إن الأشخاص في الأربعينات من العمر يمكن أن يقللوا احتمالات الإصابة بالخرف إلى النصف بهذه الطريقة. أما الأشخاص المعرضون للإصابة بالمرض فيمـكن أن تؤدي الرياضة إلى تحسن احتمالات عدم الإصابة لديهم بنسبة 60 %.

وقال العلماء إن الأشخاص الذين ينشطون في مقتبل ومنتصف العمر، يمكن أن يتمتعوا بصحة ولياقة ومرونة أكثر في خريف أعمارهم. وكانت الدراسات السابقة قد أشارت إلى فضل الرياضة بالنسبة لوقاية الإنسان من مرض الخرف، ولكن هذه الدراسة هى الأولى التي تفحص نماذج على فترة زمنية طويلة بلغت عقدين من الزمان. وقال الباحثون إن لهذا الأمر أهميته نظراً لأن مرض الخرف يستغرق وقتًا طويلاً للظهور على الإنسان.

وقد أجريت الدراسة على 1500 رجل وإمرأة أصيب 200 منهم بالخرف في سن يتراوح بين 65 و79. ودرس العلماء أسلوب حياة المصابين بالمرض قبل أكثر من 20 عامًا في حياتهم عندما كانوا في أواسط العمر. واكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض كانوا أقل نشاطًا وممارسة للرياضة عن نظرائهم.

 

التعايش مع مريض الزهايمر

ولكن هل يمكن التعايش مع مريض الزهايمر؟

 

الأبحاث والدراسات المتخصصة تشير إلى وجود بدائل علاجية يمكن من خلالها السيطرة على مريض الزهايمر، ومن أهم هذه البدائل إيجاد نوع من التعايش الطبيعي مع مريض الزهايمر حيث أنه توجد بعض الخطوات الإرشادية يمكن للأسرة أن تتعايش من خلالها مع مريض الزهايمر أهمها:

- استعمال معينات الذاكرة: وهى تقوم بتنشيط ذاكرة مريض الزهايمر من وقت لآخر وتجعله معتمداً أكثر على نفسه في تذكر أي شئ ويكون ذلك بكتابة قائمة بالأنشطة اليومية والتعليمات التي تلزم المريض ليؤدي الأعمال اليومية مثل كيف يرتدي ملابسه ويعد الطعام بنفسه وتتم مساعدته في تنفيذ تلك الخطوات عن قرب.

- تقليل عملية التجول : إن مريض الزهايمر غالبًا ما يضل الطريق إذا خرج من منزله، وفي تلك الحالات ينصح بمحاولة تقليل خروج مريض الزهايمر من منزله. أو وضع بطاقة هوية داخل جيبه مدون فيها رقم تليفون المنزل وأن هذا الشخص مريض عقليًا بجانب وضع ملاحظة أنه يجب الاتصال بالرقم فوراً.

 

البيئة الهادئة: في تلك الحالة فإن تهيئة المناخ الذي يعيش فيه مريض الزهايمر ومنها أن يكون المنزل مألوفًا وآمنًا وإزالة كافة الأشياء التي يمكن للمريض أن يصطدم بها أثناء تحركاته داخل المنزل، بالإضافة إلى تجنب حدوث ضوضاء وإحكام إغلاق الدواليب أو الأدراج التي تحتوي على أدوية أو بنادق أو أسلحة أو مواد سامة أو آلات حادة حتى لا تكون سهلة لكى يتعرض لها مريض الزهايمر.

بناء الشخصية: بقدر الإمكان فإن مريض الزهايمر يبحث عن شخص يفهمه ويحاول أن يساعده في بناء شخصيته التي يشعر أنه فقدها ومن هنا فإن الجو المنزلي الهادئ القليل من المشاكل السلوكية أو المشاكل بين الأبناء أو الأطفال يساعد مريض الزهايمر على الهدوء والتكيف مع الوضع المناسب.