وهو الأمر الذي أكدته إحصائيات منظمة اليونسيف بشأن أوضاع الأطفال في العالم حيث أشارت أن الأطفال ذو الإعاقات يكونوا عرضة أكبر للعنف أكثر بثلاث أو أربع مرات مقارنة مع الأطفال من دون الإعاقات. وتشير التقديرات أن الأطفال ذوى الإعاقات يعانون من خطر مواجهة العنف بدرجة أكبر بكثير مقارنة بأقرانهم من الأطفال من دون الأعاقات. كما أشار إلى أن العنف مشكلة رئيسية بالنسبة إلى الأطفال ذوى الإعاقات. وتعد هذه الإحصائية مؤشراً لنا للإهتمام بتوجيه ورعاية هؤلاء الأطفال وتطوير برامج فعالة لوقايتهم من أن يصبحوا ضحايا للعنف ولتحسين صحتهم ونوعية حياتهم. وتضيف رعاية الأسر لأطفالهم المعاقين مزيداً من الجهد على كاهلهم، وقد تلجأ بعض الأسر إلى إيداع أبنائها في مؤسسات الرعاية الإيوائية ويعتبر هذا الإيداع أيضاً عاملاً رئيسياً من عوامل خطر تعرض هؤلاء الأطفال للإساءة الجنسية والجسدية. ويحتاج الأطفال الذي يتم إيداعهم بعيداً عن منازلهم إلى المزيد من الرعاية والحماية وذلك حتى لا تسبب القيود المؤسسية مزيد من التعرض للعنف والإساءة. وسواء أكان الأطفال ذو الإعاقات يعيشون في مؤسسات أو مع أسرهم أو مع مانحي الرعاية لهم، فإنهم جميعهم يجب أن ينظر إليهم على إعتبار أنهم فئة شديدة التعرض للخطر. ومن المهم جداً أن يتم تثقيف أولياء الأمور ببرامج الرعاية الوالدية، والتي أوضحت عملياً مدى فعاليتها في منع حدوث العنف وتخفيف عواقبه على الأطفال من دون الإعاقات. ويجب تقييم فعالية هذه التدخلات للأطفال ذوي الإعاقات. ومن جانب أخر فربما يكون الأطفال ذو الإعاقات - التي تؤثر في القدرة على الاتصال والتواصل - عرضة للإساءة على وجه الخصوص. وذلك لان الحواجز التي يخلقها عدم التواصل قد تعيق قدرتهم عن الإفصاح عن تجارب الإساءة التي تعرضوا لها. وعلينا أن نهتم بهؤلاء الأطفال ونحاول أن نوفر لهم طفولة سليمة آمنة بما يوفر الفرصة الأفضل لبلوغ مرحلة من سن الرشد سليمة صحياً ومتكيفة جيداً. ومن جانب أخر فإن التجارب السلبية فى مرحلة الطفولة بما في ذلك العنف، تؤثر كثيراً على حياتهم المستقبلية. ويتطلب الطفل المعاق المزيد من العناية حيث يجب علينا التعامل مع إعاقاتهم وتخطي الحواجز الإجتماعية التي تزيد من خطر تحقيق نواتج أسوأ في حياتهم المستقبلية, فالتمتع بمرحلة طفولة سليمة صحياً وآمنة أمر مهم. المرجع : وضع الأطفال حول العالم 2013، تقرير لمنظمة اليونسيف. |