جارى تحميل الموقع
20 السبت , أبريل, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة

كيفية التعايش مع الإعاقة

 

إذا كنت صاحب إعاقة سواءً كانت حديثة أو مزمنة، فقد يبدو لك في غاية الصعوبة أن تتمكن من التعايش مع وضعك؛ فالمجتمع مصمم بحيث يخدم الأصحاء بالأساس، بالرغم من أن 20% من سكان الأرض لديهم إعاقة ما؛ إلا أن بوسعك (أينما كنت وأيًا كان أسلوب حياتك) أن تقوم بما يجعل التعايش مع الإعاقة أسهل وحياتك أسعد. إذا تأقلمك مع وضعك نفسيًا وجسديًا، فسيتضح لك أنك بحق أكثر من مجرد صاحب إعاقة وأن إعاقتك لن تمنعك بالضرورة من العيش براحة وسعادة.

 

التأقلم النفسي:

تعلم عن إعاقتك. العلم نور وتعلمك عن طبيعة الإعاقة سينير لك الطريق إلى حسن التعايش معها. إذا كانت إعاقتك حديثة، فيجدر بك أكثر من غيرك أن تسأل طبيبك عن طبيعة تلك الإعاقة الآن وما ينتظر في المستقبل. من تلك الأسئلة:

  • هل الإعاقة مؤقتة أم دائمة؟
  • هل هناك مضاعفات أو أمراض يكثر أن تتبع تلك الإعاقة؟
  • هل هناك مصادر للحصول على الدعم النفسي أو الجسدي أو مجموعا دعم موجودة في منطقتك؟
  • هل ستحتاج إلى علاج أو تأهيل بدني بشكل مستمر للتعامل مع الإعاقة؟
  • ماذا عليك تغييره في أسلوب حياتك أو وظيفتك أو أنشطتك المختلفة للتكيف مع إعاقة حديثة أو متفاقمة؟
  • إذا كانت إعاقتك تتفاقم، فما المعدل المتوقع لذلك؟
  •  هل هناك ما يمكن فعله لإبطائها؟
تقبل وضعك.

لعل أصعب ما في التأقلم النفسي مع الإعاقة هو تقبل وجودها. أمر حميد بالطبع أن تأمل التحسن وتسعى إليه، لكن إذا فعلت ذلك وأنت ناقم على وضعك الحالي، فقد تكتئب وتفشل. عليك أن تتقبل الأمر الواقع والمستقبل المحتم فبذلك ستستطيع تركيز مجهودك على تحسين مستوى معيشتك بدلًا من أن تقضي الوقت في الندب والحسرة على ما آل إليه الوضع.التقبل لا يعني التكاسل، بل يعني ببساطة أنك صرت تفهم وضعك بشكل كامل ولا يتعارض ذلك مع السعي لتحسين الوضع.

قد يتسبب إنكار شدة الإعاقة أو تجاهلها في جعل الجوانب العاطفية والبدنية لديك أصعب في الأداء بكثير.

 

دع الماضي وركز على الحاضر والمستقبل.

إذا كانت الإعاقة جديدة عليك، كما بعد حادث أو تدهور حالتك المرضية، فقد يصعب كثيرًا تجنب مقارنة الوضع الحالي بما كانت عليه حياتك من قبل؛ لكن القدرة على تقبل الوضع مرتبطة تمام الارتباط بالتحرر من الماضي. ليس عليك أن تتناسى ما سبق من حياتك، بل عليك ألا تنظر له متحسرًا يائسًا مما انتهى إليه. استمتع بذكريات ما قبل الإعاقة لكن لا تركن إليها، بل اجعل هدفك دائمًا التقدم والتحسن عن وضعك الحالي.فلا بأس بأن تستعيد الذكريات، لكن لا تدعها تحزنك.وإذا وجدت نفسك مشدودًا الماضي طيلة الوقت، فاحرص على ممارسة ما يدفعك نحو التخطيط للمستقبل.

 

تقبل إحساس الحزن.

من الطبيعي أن تحزن على إعاقة جديدة أو على تدهور إعاقة قديمة أفقدتك بعض قدراتك. خذ وقتك حتى تنقضي تلك المشاعر،[٣] ولا تجزع أو تسخط وتترك المشاعر السلبية تسيطر عليك.

 

كن إيجابيًا قدر ما تستطيع.

الشخص المتفائل عند وقوع المصائب أكثر سعادة وصحة من القانط من حياته. بوسعك أن ترفع كثيرًا من أداءك العقلي والجسدي بأن تتفاءل حتى حين تقابل المصاعب. "انظر إلى النصف المليء من الكوب" كلمة مبتذلة من كثرة الاستخدام لكنها صحيحة. لا تكن سعادتك مرتبطة بما هو خارج عن إرادتك من ظروف ومؤثرات، بل عليك أن تستمدها من داخلك وإلا فلن تجدها.فابحث في كل موقف عن الجانب الإيجابي ولو كان بسيطًا.وإذا شعرت برغبة في التذمر، فانتبه لذلك وامنع نفسك وتصدَّ للفكرة السلبية بأخرى إيجابية.

 

لا تنعزل.

قد تراودك الرغبة في هجر الناس والانزواء حين تشعر بالاكتئاب، لكن هذا سيزيد الأمر سوءًا. لا تتذرع بإعاقتك لكي تتجنب عائلتك وأصدقائك وهواياتك التي تحب، بل عليك أن تفعل العكس. انتهز كل فرصة للخروج وتجربة الجديد والمثير. جالس أصدقاءك واذهب إلى المناسبات الاجتماعية وزر أقاربك وجرب هوايات جديدة. إذا قمت بما تحب مع من تحب، فستكون أكثر سعادة.الانعزال غير الخلوة. خصص لنفسك بعض الوقت بالطبع لكن لا تبالغ في ذلك.

اتفق مع صديق أو قريب على نزهة أسبوعية؛ حتى تجد ما يشجعك على الخروج ومقابلة من تستمتع برفقته.

 

ركز على نقاط قوتك.

قد تلهيك محاولة التأقلم مع الإعاقة عن الانتباه لما لديك من قدرات ونقاط قوة. بدلًا من أن تنشغل بما فقدت، انظر فيما لا تزال تبرع فيه. اعمل على تقوية وتحسين تلك المهارات بقدر إمكانك وقد تجد لديك قدرات جديدة ظهرت من تجربتك مع الإعاقة.فعندما تتحدث عن إعاقتك، لا تركز على سرد ما لم يعد بوسعك القيام به، بل ابدأ بالحديث عن قدراتك.فكر في أخذ دورات لتقوية ما لديك من قدرات ومواهب.

 

الاستعانة بالدعم والموارد المتاحة.

لا تخجل من طلب المساعدة. أحد أكبر العقبات التي ينبغي تخطيها في التعامل مع إعاقة جديدة هي الخجل من طلب يد العون وقت الحاجة. قد تتضايق أو تستحي من ذلك، لكنه في بعض الأحيان أمر لا مفر منه. تعرف على حدود ما يمكنك عمله وحدك، لكن لا تكابر أو تقسُ على نفسك وإلا خاطرت بتعرضك للأذى واستوعب في قرارة نفسك أنْ ليس في طلب المساعدة ما يدعو للخجل أو يعني أنك فاشل أو عاجز على تحقيق ما تريد.

 

اذهب إلى طبيب أو معالج نفسي.

قد تتوجس من فكرة أن تحكي مشاكلك لشخص غريب، لكن الطبيب النفسي من خير من يمكنهم مساعدتك في تخطي المرحلة الانتقالية بعد حدوث الإعاقة؛ فهو مدرب بحكم التخصص على مساعدة الناس على التعامل مع الصدمة النفسية التي قد تتبع حدوث إعاقة،[٧] كما يمكنه أن يساعدك في الحصول على الموارد والخدمات التي تحتاجها لتقبل الإعاقة. احجز موعدًا مع طبيب أو معالج النفسي قريب منك متخصص في التعامل مع الإعاقة.يمكن للطبيب النفسي أن يساعدك بالعلاج الحواري أو الدوائي إذا أصابك اضطراب عاطفي أو عقلي بسبب الإعاقة.

يمكن كذلك لاستشارة الطبيب النفسي بانتظام أن تعينك على التعامل مع المشاكل غير المرتبطة بالإعاقة وأيضًا لأن الإعاقة الجديدة أو المتفاقمة قد تجعل مشاكل قديمة تطفو على السطح من جديد.

 

انضم لمجموعة علاج جماعي.

 تمثل مجموعات العلاج الجماعي لأصحاب الإعاقات فرصة رائعة لتجاوز المشاعر الصعبة وأيضًا لمقابلة آخرين يمرون بتحديات مماثلة،[٨] كما أن من ينتظمون في تلك المجموعات يصبحون في العموم أكثر سعادة وتكيفًا من الناحية النفسية مع إعاقاتهم. ابحث في منطقتك عن مجموعات دعم وحبذا لو كانت هناك مجموعات مختصة بنوع الإعاقة التي لديك.

إذا كنت تتابع مع طبيب نفسي، فقد يكون لديه اقتراحات لك بشأن المجموعات التي يمكنك الانضمام إليها.

 

ادرس برامج الدعم الحكومية.

الإعاقة ليست بالأمر السهل وليس عليك أن تجاهد وحدك دون عون. من أجل ذلك توفر الحكومات وكثير من الجمعيات الخيرية الكبيرة برامج دعم لمساعدة من تؤثر إعاقاتهم بشكل كبير على سير حياتهم. اتصل بمقدمي الخدمات الاجتماعية في منطقتك لتعرف أي البرامج متاح لك وفيم يمكن أن يساعدك.

انتبه إلى أنه يلزم للقبول في كثير من تلك البرامج أن تجرى عدة فحوصات طبية للتأكد من الإعاقة؛ فلا تشعر بالإهانة إن طلب منك أن يؤكد التشخيص طبيب آخر.ابحث عن الجمعيات الخيرية في منطقتك التي يمكن أن تقدم لك خدمات مخصصة لإعاقتك بالتحديد.

 

فكر في اقتناء كلب خدمة (إذا كانت متوفرة في بلدك).

كلاب الخدمة مفيدة جدًا لذوي الإعاقة لسببين: أولًا أنها تساعدك على إنجاز مهام منعتك منها الإعاقة وثانيًا أنه وجد أن رفقتها تقلل فرص الاكتئاب والوحدة. إذا لم تستطع القيام ببعض وظائفك اليومية كما ينبغي بسبب الإعاقة، ففكر في اقتناء كلب خدمة مدرب؛ فسيساعدك على إنجاز ما تريد دون الاضطرار للاعتماد على أشخاص آخرين.قد تجد فيما تقدمه الحكومات والجمعيات الخيرية ما يساعدك على اقتناء كلب خدمة.أحيانًا تكون هناك قوائم انتظار طويلة في برامج توفير كلاب الخدمة لأصحاب الإعاقات، فلا تتوقع أن تحصل عليه فورًا.

 

ابحث عن منظمة تقدم الدعم.

هناك منظمات لمساعدة صاحب الإعاقة على تسيير حياته ومعرفة حقوقه في العمل والأماكن العامة، كما يمكنها توجيهه لمصادر الدعم المحلية. يمكنك البحث في مثل تلك الجمعيات لترى المناسب منها لك:

  • جمعية آباء وأبناء (مصر).
  • شبكة معلومات حقوق ذوي الإعاقة (مصر).
  • الجمعية الخليجية للإعاقة.
  • الجامعة الملكية المغربية لرياضة الأشخاص المعاقين.
  • الجمعية الأمريكية لأصحاب الإعاقات

التعايش مع الإعاقة:

حافظ على هواياتك ونشاطاتك قدر الإمكان. إذا تركت القيام بما كنت تحب، فلن يضيف هذا إلا إلى حزنك وضيقك. احرص قدر ما تستطيع على أن تستمر فيما كنت تستمتع به من هوايات وأنشطة.[١٣] إذا صار بعضها صعبًا بسبب الإعاقة، ففكر في طرق جديدة تمارسها بها. على سبيل المثال، إذا كنت تحب القراءة ثم تعذر ذلك، فجرب الكتب المسموعة. إذا أصبحت جليس كرسي متحرك وكنت تحب الرياضة، فابحث عن فرق رياضية لذوي الاحتياجات الخاصة في منطقتك.

فكر أيضًا في ممارسة هوايات جديدة.إذا أخذت دورات تدريبية لتعلم هواية جديدة، فستصبح أكثر اجتماعية بالإضافة إلى ممارسة أمر تحبه.

 

حافظ على صحتك بشكل عام.

الرياضة والغذاء السليم مهمان بشكل عام، لكن فائدتهما أكبر عند التأقلم مع الإعاقة. احرص على تناول وجباتك بانتظام وأن يكون طعامك غنيًا بمختلف الفواكه والخضراوات،[١٤] حاول ممارسة الرياضة كل يوم وفقًا لما تحبه وتبرع فيه. سيقلل الحفاظ على هذين الأمرين أيضًا من فرص الاكتئاب والانعزال؛ لأنهما يزيدان من السيروتونين والدوبامين (المتعلقين بالسعادة والرضا) في الدماغ.إذا دعت الحاجة، ففكر في القيام بالعلاج الطبيعي باعتباره تمرينًا رياضيًا.استشر طبيبك دائمًا قبل أن تحدث تغييرات في نظامك الغذائي.

ستحافظ الرياضة على عضلاتك وتقوّيها مما يمكن أن يساعدك على التغلب على إعاقة جسدية.

 

ابحث عن وظيفة تخاطب قدراتك.

قد يصعب عليك بسبب الإعاقة أن تحافظ على وظيفتك السابقة أو أن تقوم بمهام كنت معتادًا عليها. لكي تحافظ على وضعك المالي وراحة معيشتك؛ ابحث عن وظيفة جديدة يمكنك النجاح فيها بغض النظر عن إعاقتك. ابدأ بتدوين قائمة بمهاراتك والمجالات المهنية المتعلقة بتلك المهارات، ثم ابحث في منطقتك عن وظيفة في تلك المجالات وانظر في المتاح أمامك. في بعض البلدان يجرم القانون على صاحب العمل أن يسألك حتى عن إعاقتك ما دمت قادرًا على أداء المهمة المطلوبة منك، دعك من أن يرفض تعيينك بسببها.

في بعض البلدان كذلك، يلزم القانون صاحب العمل بتهيئة بيئة عمل مناسبة لك طالما كان ذلك في حدود المعقول.إذا لم يمثل الجانب المادي مشكلة لك، ففكر في التطوع بعمل ما على سبيل فعل الخير وباعتباره عملًا بنّاءً سيزيد من إحساسك بالرضا والسعادة.استشر طبيبك أو معالجك النفسي دائمًا قبل إجراء تغييرات كبيرة في نظام حياتك.