جارى تحميل الموقع
25 الخميس , أبريل, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة

باب النصر

 

باب النصر من أبواب القاهرة الثلاثة الشهيرة وتبدأ قصته عندما أنشأ القائد جوهر الصقلي مدينة القاهرة وأراد أن يجعلها بجانب كونها عاصمة للحكم أن تكون سكنًا للخليفة وأسرته وجنوده، ولم يكن من حق أحد غيره أن يدخلها إلا بعد أن يؤذن له وعند بناء السور المحيط بها تم بناء العديد من الأبواب منها باب النصر والذي نقله فيما بعد الوزير بدر الجمالي من مكانه الأصلي بجوار زاوية القاضي لمكانه الحالي، وقد أطلق الوزير بدر الجمالي على "بوابة النصر" اسم "باب العز" وعلى الرغم من ذلك  فضل سكان القاهرة الاسم الأصلي “بوابة النصر" والذي لازال يستخدم إلى اليوم. 

  

الموقع:

باب النصر هو الباب الثاني في السور الشمالي للقاهرة الفاطمية، ويقع على بُعد نحو250 مترًا شرق باب الفتوح. ويطل الشارع المقابل للبوابة على العديد من (الوكالات) وهي موجودة حتى الآن ومنها (وكالة قايتباي) وكانت مقر تجار الشام ينزلون فيها ببضائعهم من الزيت والصابون والفستق والجوز واللوز والخروب ويوجد غرف للإقامة بها.


سبب التسمية:

سمى باب النصر بهذا الاسم لأنه الباب الذي تدخل منه الجيوش العائدة من المعارك بالنصر، وعبر منه سلاطين مصر العظام منهم الظاهر بيبرس وقلاوون والناصر محمد بن قلاوون بأسرى الأعداء.

 

الوصف المعماري:

تتكون بوابة النصر من كتلة ضخمة من البناء عرض واجهتها24.22 مترًا وعمقه20 مترًا وارتفاعه 25 مترًا، وتضم برجان يتكونان من مربعين نقشت عليهما في الحجر أشكال تمثل بعض آلات الحرب من سيوف وتروس، ويتوسط البرجين باب شاهق وجدت به فتحة من أعلاه، كي تصب منها المواد الكاوية على من يحاول اقتحام الباب ويطلق عليها (سقاطة)، اما الباب الموصل لداخله فهو حديث العهد، وربما تم فتحه في عهد الاحتلال الفرنسي لمصر اما الباب الأصلي فيقع في الركن القبلي الشرقي، وهو الان مسدود بالبناء وبين البرجين هناك باب ضخم فوقه فتحه حولها إفريز يحيط بين البرجين.

 

وباب النصر برجيه مقوس القاعدة وقد زينت جوانبهما بعقدين مغلقين تحت حجارتهما على هيئة وسائد حجرية صغيرة متلاصقة ويتوج مدخله مجموعة من العقود زينت بأشكال متنوعة من أزهار ونجوم وفصوص شبيهة بالعمارة المغربية في تونس كما أن ممر البوابة تعلوه قبة ضحلة مشيدة من الحجر فوق مثلثات كروية، ويتوج فتحة الباب عقد مسطح يعلوه نص بالخط الكوفي كتب فيه ‏(‏بسم الله الرحمن الرحيم ـ لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد رسول الله ـ على ولي الله ـ صلى الله عليه وعلى الأئمة من ذريتهم أجمعين‏)‏ , وأيضًا يتوج باب النصر شريط به نقش كتابي بالخط الكوفي يسجل تاريخ إنشاء هذا الباب وفيه أسماء الخليفة المستنصر وأمير الجيوش أبو النجم بدرالدين.

  

                                                                          النص التأسيسي اللذي يعلو المدخل

 

تمتاز البوابة بالزخرفة على الجناحين وجبهات الأبراج، والتي ترمز إلى النصر في حماية المدينة ضد الغزاة، وتحتفظ البوابة بعناصر زخرفية جميلة في عقدها الخارجي تشتمل على زخارف نباتية وهندسية متنوعة وتمثل مرحلة متطورة بالنسبة للزخارف الحجرية في العمارة الإسلامية، وما يميز بوابتي النصر والفتوح وجود سلم حجري على جانبي الأبراج من داخل السور يؤدي إلى حجرات الحرس وللأبراج والسطح، وقد بنى بأسلوب يعد الأول من نوعه في العمارة الإسلامية بمصر.

 

ويصل بين باب الفتوح وباب النصر سور يصل بينهما بطرق وسراديب وتتميز الحجرات الموجودة في هذه الأسوار بالإتقان، وتعطي فكرة جيدة عن الحصون في العصر الفاطمي وقد استخدمت هذه الأسوار لحماية القاهرة من أية اعتداءات خارجية، ويوجد في هذا السور الموصل بينهما (مبخرة) ضخمة على شكل مآذنه وكانت تستخدم في الاحتفال بقدوم الجيوش منتصرة أو مع قدوم الأمراء ودخولهم المدينة بأشعال كمية ضخمة من البخور بها، وقد أدخلت تعديلات جوهرية على باب النصر لتوسيع فتحات مزاغل السهام في حجرتي الدفاع بحيث تصبح من الخارج أكثر اتساعا من الداخل لاستعمالها في الضرب بالمدافع بدلاً من السهام.    

 

موقع باب النصر على خرائط جوجل