جارى تحميل الموقع
20 السبت , أبريل, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة

 

الكنافة والقطايف ... طعام الملوك والأمراء والفقراء أيضًا​

  

في رمضان أنت على موعد مع طعام الملوك ... فكثير من الأطعمة التي نتناولها لا نعرف أن لها تاريخا كبيرا ومناسبات صنعت خصيصاُ لها .. وعلى سبيل المثال فحلوى الكنافة والقطايف - وهو طبق الحلوى المفضل للمصريين فى رمضان - له حكاية وتاريخ كبير يرجع إلى ما يزيد عن ألف عام، وخلال الأسطر القادمة سنتعرف معاً على أهم ما قيل فى تاريخ هذه الحلوى التي تحولت من طعام خاص للملوك إلى حلوى شعبية لا تخلو منها المائدة المصرية.

 



فتشير الروايات أن الكنافة كانت على رأس موائد الملوك والأمراء فى بلاد الشام وهي ألذ ما تتزين به موائدهم فى رمضان ويرجع البعض بداية ظهورها إلى منطقة الشام حيث ابتكرها صانعي الحلويات وقدموها خصيصًا إلى معاوية بن أبي سفيان، وهو أول خلفاء الدولة الأموية، كطعام للسحور لتمنع عنه الجوع الذي كان يشعر به في نهار رمضان، فوصف له الطبيب الكنافة لتمنع عنه الجوع، ثم قيل بعدها أن معاوية بن أبي سفيان هو أول من صنعت الكنافة فى عهده ، حتى أن اسمها ارتبط به وأصبحت تعرف بـ "كنافة معاوية".وتشير رواية أخرى أن الكنافة صنعت خصيصا لسليمان بن عبد الملك الأموي، كما قيل أن تاريخ الكنافة يرجع إلى المماليك الذين حكموا مصر فى الفترة من 1250- 1517م .

 

بينما يشير بعض المؤرخين الإسلاميين أن تاريخ الكنافة يعود إلى العصر الفاطمي وأن المصريين هم أول من عرفوها قبل أهل بلاد الشام،عندما تصادف دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة، وكان وقتها شهر رمضان، فخرج الأهالي لاستقباله بعد الإفطار يتسارعون في تقديم الهدايا له ، ومن بين ما قدموه كانت الكنافة على أنها مظهر من مظاهر التكريم، ثم انتقلت بعد ذلك إلى بلاد الشام عن طريق التجَّار.

 

بدأت كل منطقة تبتدع في أشكال وأصناف هذه الحلوى وحشواتها فأهل الشام يحشونها بالقشطة، وأهل مكة المكرمة يحشونها جبنا بدون ملح ، وكنافة الجبن هى المفضلة لديهم على باقي الأنواع، وأهل نابلس برعوا في كنافة الجبن حتى اشتهرت وعرفت "بالكنافة النابلسية" ، وتبقى بلاد الشام هي الأشهر في صنع أشكال مختلفة للكنافة، فهناك المبرومة والبللورية والعثمانلية والمفروكة.

 



وبذلك أصبح لطبق الكنافة بمختلف أنواعه مكانته الخاصة بين أنواع الحلوى التي ابتدعها الفاطميون، فمن لا يأكلها في الأيام العادية، لابد أن يتناولها خلال رمضان، وأصبحت بعد ذلك من العادات المرتبطة بشهر رمضان في العصر الأيوبي والمملوكي والتركي والحديث والمعاصر، وأصبحت طعاما لكل غنى وفقير، مما أكسبها طابعها الشعبي. وتتعدد أنواع الكنافة فمنها ما يُسمى "الكنافة الشعر"، وذلك لخيوط الكنافة الرفيعة تماماً مثل الشعر وتُستخدم فيه الآلة ويُطلق عليها "كنافة ماكينة"، كما يوجد نوع أخر وهو "الكنافة اليدوية" وهى التي تعتمد علي الطريقة التقليدية من خلال الوعاء ذي الثقوب، ويُطلق عليها "كنافة بلدي"، ورغم دخول التكنولوجيا وسيطرتها على عمل الكنافة، إلا أن هناك عدداً من الصناع مازال محتفظ بالطريقة القديمة لعمل الكنافة البلدي.

 

أما القطائف أو "القطايف" بالعامية ... فيشير البعض أنها ظهرت قبل ظهور الكنافة، فيرجع تاريخ صنعها إلى العصر المملوكي؛ حيث كان يتنافس صنَّاع الحلوى لتقديم ما هو أطيب، فابتكر أحدهم فطيرة محشوة بالمكسرات وقدمها بشكل جميل مزين ليقطفها الضيوف ومن هنا اشتق اسمها (القطايف)، وقد حظيت الكنافة والقطايف بمكانة مهمة فى تراثنا العربي والشعبي، وكانت – ولا تزال – من الأطباق الرئيسية فى شهر رمضان، ومنذ أول أيام العيد يصبح هذا الطبق غريبًا عن موائدنا العربية إذ ارتبط وجوده بشهر رمضان الكريم، وبعد هذا الشهر يبدأ موسم القطايف بالانحسار حتى يتألق من جديد فى رمضان المقبل.