جارى تحميل الموقع
25 الخميس , أبريل, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة

أشهر بنايات القاهرة

 



مقدمة:

كان الخديوي إسماعيل شغوفا بالحضارة الأوروبية منذ أن كان يدرس في فرنسا، حيث طلب من الإمبراطور نابليون الثالث أن يقوم المهندس النمساوي "هاوسمان" بتخطيط القاهرة الجديدة، كما طلب من "هاوسمان" أن يطعم القاهرة بعناصر وملامح باريس، وكان إسماعيل يهدف إلى بناء عاصمة حديثة، بعيدة كل البُعد عن تلك المدينة، التي تنتمي للعصور الوسطى، فكانت القاهرة الخديوية هي مشروع إسماعيل التنويري والجمالي، فسخّر لها كافة الأموال والعمال لتخرج في أحسن صورة، حتى ظهرت كتحفة معمارية في وقتها.

 


وقد تنوعت المباني ما بين مباني ذات طابع سكني مثل عمارة الإيموبيليا، وطابع إداري مثل عمارة تريستا، وتجاري مثل ترينج، وبنوك مثل مبنى بنك مصر، واستقدام أعظم المهندسين المعماريين المهرة لتحويل حلمه إلى حقيقة، وكان من أبرزهم ثلاثة وعشرون معمارياً منهم «كاستامان»، الذي بنى عمارة «جروبى» والنمساوي أنطونيو لاشياك، الذي بنى بنك مصر بشارع «محمد فريد»، والعمارات الخديوية بشارع «عماد الدين»، والمهندسين الايطاليين ''أفوسكاني'' و''أورسيني'' في بناء دار الأوبرا عام 1869 على نمط أوبرا ''لاسكالا'' وكلف ''دي كوريل دل روسو'' ببناء قصر عابدين لينقل مقر الحكم من القلعة الى وسط القاهرة.

 

ومع اقتراب افتتاح قناة السويس تم بناء العديد من المباني في وسط القاهرة لاستيعاب الضيوف الذين يشاركون في افتتاح القناة، كما أصدر قانون بمنح الأرض مجانًا لأي شخص يلتزم ببناء منزل أو عقار عصري حديث مُحاط بحديقة، وذلك مقابل مبلغ كبير من المال، ومنح كل من يرغب في ذلك فترة زمنية لا تتخطى العامين، ومن يفشل يتم سحب الأرض منه، ولقد شهدت القاهرة خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر نهضة معمارية حقيقية لم يسبق لها مثيل، وتحولت إلى تحفة حضارية تضاهي أجمل مدن العالم بشوارعها وبميادينها وبمبانيها العريقة.

 

تلك المباني التي تجمع في تنسيق بديع حزمة من العناصر المعمارية؛ أعمدة وكرانيش وزخارف نباتية وكوابيل من الحجر وشرفات دائرية وقباب كعلامة مميزة لتلك المنطقة وتماثيل تنوعت في طابعها بين المحلي والوافد، ورسومات وزخارف، نقشت بدقة على جدران مبانيها العتيقة، وتعرض الكثير من مباني القاهرة الخديوية «وسط البلد» لوحات فريدة تظل فنًا قائمًا بذاته يزين واجهات ومداخل المباني، فهنا «وحوش» تقف على أبوابها حارسة، فيما تطل من فوق شرفاتها وجوه «ملائكية» تبتسم للمارة في الشوارع، وكأنها تحكي في صمت قصص فنانين شاركوا في بناء «باريس الشرق" وفيما يلي عرض موجز لأهم تلك المباني.

 

مبنى تيرينج


إحدى المعالم المهملة في منطقة العتبة، وهو مبنى كبير في أعلاه كرة تحملها 4 تماثيل، يمثل تحفة معمارية ويقال ان هذا المبنى لا يوجد مثله سوى ثلاثة في العالم كله، تم بناؤه على يد المهندس المعماري "أوسكار هورويتز" وهو معماري يهودي نمساوي، على الطراز النيوباروك بنقوشه وقبته الجميلة، كما كان مقاول المبنى هو "ليون رولين فيلز"، وكان هذا المبنى ملك خواجة يهودي يدعى "فيكتور تيرينج" من مواليد مدينة القسطنطينية "إسطنبول حاليا" و قد أراد أن يحاكي متاجر(سيزار ريتز) في أوروبا، فوقف عند الساحة الشهيرة لميدان العتبة في عام 1910 وقال أنه اختار موقع العتبة في القاهرة لبناء مركز تجاري له، واختار هذا الموقع الرابط بين القاهرة القديمة والقاهرة الجديدة، ففي شرق المبنى حي الموسكي المكتظ بالسكان والمليء بالشوارع والحواري بعطوره الشرقية وأصواته الغريبة، وإلى الغرب منه أفخم الحدائق الفرنسية في القاهرة (حديقة الأزبكية) والمباني المزينة الأوروبية الفخمة التي انشأها الخديوي إسماعيل مع ميادينها الجميلة والفنادق الفخمة وأوبرا القاهرة والكثير من المشاهد للقاهرة الخديوية .

 


مبنى تيرينج غلب على هذا المشهد بأكمله بواسطة الكرة الأرضية أعلى قبته التي كانت تظهر لامعة براقة في الليل، وقد تم الانتهاء من بناء مبنى التيرينج عام 1913 مما جعله من أكبر متاجر البيع متعددة الطوابق في القاهرة (المولات حاليا)، ويتكون مبنى تيرينج من أربعة طوابق فخمة تقدم كل شيء من حيث الأزياء والعطور الباريسية والأقمشة الإنجليزية والمنسوجات النمساوية والأدوات المنزلية الألمانية، وكان فيكتور تيرينج وإخوته جوستاف وكونراد قد افتتحوا تجارتهم في فيينا في عام 1882 وبعد فترة وجيزة أصبحت منتجات شركة فيكتور تيرينج وإخوانه لخياطة الملابس في كل أنحاء المدينة ثم عبر الإمبراطورية النمساوية كلها، واستهدفوا فتح فروع لهم في الخارج ولكن لسوء حظهم أن الحرب العالمية الأولى أوقفت أنشطتهم في التوسع، كما كان لديهم رغبة في نقل تلك الإمبراطورية للتسوق إلى لندن بدلا من فيينا.

 

وفي عام 1915 (تيرينج القاهرة) كان تحت إدارة كارلو ميناسس، وأدرج مؤقتا تحت مسمى ممتلكات العدو. وفي نهاية المطاف تم منح مبنى التيرينج ترخيصا مشروطا للتجارة في مصر مع الإمبراطورية البريطانية ومع الحلفاء من بريطانيا العظمى، ولكن نظرا لفقدانها لمصادر الإمداد لمخازنها بسبب العزل عن الإمبراطورية النمساوية تم تصفية نشاطها في عام 1920.

 

مبنى تريستا: "زخارف إسلامية في قلب القاهرة الخديوية"


مبنى دى تريستا أو مبنى اسيكيورازيونى من أبرز مباني وسط البلد بالقاهرة، يرجع تاريخ إنشائه إلى عام 1911، على يد المعماري انطونيو لاشياك، وهو يشغل مساحة 1330م، ويضم خمسة طوابق إدارية، يقع في 12 شارع علوي بمنطقة البورصة المتفرع من شارع قصر النيل، بمنطقة وسط البلد، ويعد من أجمل وأعرق مباني وسط البلد، شيد على الطراز الكلاسيكي المستحدث وهو طراز انتشر في تلك الفترة محاولاً أن يجد لغة معمارية جديدة تجمع بين عناصر العمارة المحلية (وتظهر في التفاصيل المعمارية والفتحات والزخارف) وبين العمارة الأوروبية (وتظهر في علاقة الكتل بعضها البعض التي تتميز بانتمائها لعصر النهضة في أوروبا)، والان يمتلك البنك المركزي هذا المبنى، ولذا يطلق عليه مبنى البنك المركزي.

  


مبنى صيدناوي


منذ ما يزيد عن المائة عام قدما الاخوان السوريان سليم وسمعان صيدناوي إلى مصر، وهما من طائفة الروم الكاثوليك، وفى قلب ميدان الخازندار بحي الموسكي بالقاهرة الفاطمية عام 1913، شٌيدا صرحًا تجاريًا عملاق على مساحة تبلغ 8530 متر بارتفاع أربع طوابق، وأطلقوا عليه "صيدناوي"، وكان متخصصا في بيع الأقمشة، والمنسوجات المصرية الصنع، والتي كانت تصنع في الورش المملوكة لهما، وكانت المساحة المسطحة للطابق الواحد تبلغ حوالي 1700 متر.

  


كانت بداية سمعان محل صغير للخردوات في منطقة الحمزاوي بالأزهر، وبعد فترة حضر إلى مصر شقيقه الكبير سليم وشاركه في المحل، ثم اتسعت تجارتهما وضاق بهما الدكان الصغير، فانتقلا إلى حي الموسكي واشتريا منزلاً قديما في ميدان الخازندار وهدماه ليشيدا مكانه دكانا كبيرا، و بعد شهرة الشابين وحسن سمعتهما توسعا في التجارة وقاما بتحويل المحل إلى صرح كبير هو تحفة معمارية في البناء والتصميم والديكورات، وتم افتتاح محال سليم وسمعان صيدناوي رسميا عام 1913، ثم توالت الفروع في الإسكندرية، والمنصورة ، وطنطا وجميع محافظات مصر، و بعد يوليو 1952 تم تأميم محال صيدناوي والتي يبلغ عددها ٧٢ فرعاً، وأكثر من ٦٥ مخزنا ونظرا لقلة خبرة القائمين على الفروع، وعدم تحديث المحال والمنتجات، تدهورت الشركة، ولم يتم تجديدها حتى عام 1989م .

 

مبنى بنك مصر


يرجع تاريخ إنشائه إلى عام 1920، على يد المعماري انطونيو لاشياك، ويقع في شارع محمد فريد، ويتميز المبنى بعناصره الزخرفية المحلية المتمثلة في التقسيم الداخلي له والذي يشبه تقسيم الوكالة في العصر الإسلامي، فضلا عن زخارف الأسقف التي تنتمي لنفس العصر والمتمثلة في براطيم خشبية مخلده ومذهبه ويتوسطها قصع خشبية مزخرفة نباتية محورة، بينما جاء القسم الخارجي للمبنى على طراز عصر النهضة بأوروبا.

  


وأنشأ طلعت حرب بنك مصر عام 1920م وهو أول بنك مصري وله دور كبير في الاقتصاد المصري، والجدير بالذكر أن مبنى بنك مصر تحول لمتحف عام 2011م، وهو يضم عدداً من الأوراق، والوثائق التاريخية، بعضها من مقتنيات البنك نفسه، وبعضها تم اهدائٌها إلى المتحف من قبل أسرة طلعت حرب.

 

وتعكس مقتنيات المتحف جانباً آخر من شخصية المفكر الاقتصادي طلعت باشا حرب، من ضمنها حرصه الشّديد على الوقت، ففي حجرة الاجتماعات الخاصة به يلاحظ صغر حجم المقاعد، مما لا يسمح للجالس بالجلوس فترة طويلة فضلا عن اختفاء مساند الظهر، وصغر مساحة الغرفة في الأساس، وبالتالي فإن الاجتماعات جميعها كانت موجزة، إضافة إلى ذلك نجد سجلات ضخمة تضم أسماء المودعين، تعود إلى إنشاء البنك عام 1920، كٌتبت بخط اليد، ولا تحمل خطأ واحداً، مما يؤكد أنّ النّظام الشّديد كان من ضمن صفات طلعت حرب أيضاً.

 

عمارة جروبي


ذات طابع أوروبي ممزوج بنكهة مصرية أصيلة. تقع في قلب ميدان طلعت حرب، أنشأت عام 1924م على يد المعماري جوزيبي مازا، وتتكون من أربعة طوابق، يحتل الطابق الأرضي منها كافية جروبي الذي أسسه السويسري جاكومو جروبي في ثمانينات القرن التاسع عشر، فعمارة جروبي إحدى أشهر عمارات القاهرة ليس فقط لطيلة تاريخها أو لشكلها الرائع بل لشهرة كافيه جروبي الذي يٌعد من أشهر الكافيهات في تاريخ مصر الحديث، والذي يمتاز بمزج الحاضر بالمستقبل إذ يجلس عليه جميع فئات المجتمع وفي مختلف الأعمار.

  


ولم يعلم جروبي عندما أنشأ مع ابنه مطعمان ومتجران لبيع الحلوى يحملان اسمه أحدهما بميدان طلعت حرب، والآخر بشارع عدلي، أنهما سيصبحان علامة تاريخية في ميادين القاهرة.  فلم يكن جروبي مجرد مطعم ومقهى على الطراز الفرنسيّ فحسب وإنما جاء كمشروع ثقافي يرسي ذوقًا وتقاليد جديدة حيث اعتبر مركزًا من مراكز الحداثة فكان يقيم العديد من الحفلات الراقصة ويستقدم الفرق الموسيقيّة ويعرض في حديقته الخلفيّة عددًا من الأفلام السينمائيّة.

 

كما أدخل جروبّي إلى مصر للمرة الأولى أنواعا جديدة من الشيكولاتة والعصائر المركزة والمربى والجبن وكرات مثلجة من الحليب والشيكولاتة وعصير الفواكه وأنواع جديدة من الحلوى كانت اسمائها جديدة وقتها منها "كريم شانتي، مارون جلاسيه، جيلاتي، ميل فوي، إكلير، بُول دي شوكولاه.... وغيرها، وتشهد أفلام السينما المصرية على عراقة المبنى من خلال الأفلام العربية التي تم تصويرها بالمحل ومن أشهرها "العتبة الخضرا" و"يوم من عمري" ومسلسل "جمهورية زفتي".

 

عمارة ليبون


واحدة من ثلاث عمارات يطلق عليها اسم " هوانم الزمالك الكبار" وهم عمارة " ليبون، اليونيون، علي لبيب جبر". ويعود سبب هذا الاسم لفخامة تلك العمارات وللطبقة التي سكنت فيها، بالإضافة لعمر هذه المباني التي تجاوز الستين عاماً، تقع عمارة ليبون بالقرب من حديقة الأسماك بالزمالك، صممها المهندس المعماري المصري أنطوان سليم نحاس، أنشأت عام 1929 تشغل مساحة 1500 متر مربع، وتضم 14 طابق وفيها أكتر من 100 شقة.

 


نُسبت العمارة إلى مالكها الخواجة "تشارلز ليبون" وهو من عائلة يهودية فرنسية كانت من المستثمرين الذين سمح لها محمد علي بالاستثمار في مصر، حيث أسست هذه العائلة شركة "ليبون" لتوفير النور الكهربائي لشوارع الإسكندرية عام 1865، وحصلت على امتياز إنارة شوارع القاهرة لمدة 70 عاماً، ثم امتلكت العمارة وأطلقت عليها "ليبون"، وفي مرحلة لاحقة انتقلت ملكية العمارة للحكومة المصرية عام1961 بعد تأميم الممتلكات الأجنبية في مصر، ومن أشهر الفنانين الذين سكنوا عمارة "ليبون" فاتن حمامة وليلى فوزي وفريد الأطرش وساميه جمال ومحرم فؤاد والكاتب الصحفي علي أمين.

 

عمارة يعقوبيان


 واحدة من أشهر عمارات القاهرة على الاطلاق، تم بنائها عام 1934م على يد صاحبها عميد الجالية الأرمنية جاكوب يعقوبيان، وسميت باسمه إلى الآن، تقع العمارة في شارع طلعت حرب، وهي مميزة لأنها كانت تضم سكان من ديانات متعددة وعدد كبير من سكانها كانوا من الشخصيات الثرية، ولكن بعد ثورة يوليو ١٩٥٢ تحولت ملكية عدد من شقق العمارة لشخصيات أخرى شأنها شأن عدد آخر من عمارات وسط القاهرة، وبمرور الوقت تحولت غرف سطحها لمساكن إيواء الفقراء بعدما كانت سكناً للخدم في العمارة، أو أماكن لتنظيف الملابس أو مطابخ لإعداد طعام الولائم.

  


وزاد من شهرة العمارة رواية الكاتب علاء الاسواني التي جاءت لتحمل اسم عمارة "يعقوبيان" ولم يكن يهدف الاسواني من الرواية الحديث عن العمارة كبناء معماري، وانما كان يهدف للحديث عن ذكريات وحكايات أُنَاسٍ عاشوا في تلك الفترة، ويسلط الضوء على التغيرات التي طرأت على فكر وسلوك المجتمع المصري، ومما زاد من شهرة العمارة تحويل هذه الرواية لعمل درامي، والجدير بالذكر ان العمارة التي تم تصوير العمل فيها لم تكن هي العمارة الحقيقية فقد رفض أبطال العمل التصوير فيها نظرا لعدم مواكبتها للجمال التي وصفت به في الرواية ووقع الاختيار على عمارة أخرى.

  


عمارة بهلر


تعتبر عمارة تشارلز بهلر الواقعة في ميدان طلعت حرب بوسط البلد من أشهر عمارات تلك الحقبة فهي مصممة على الطراز الغربي ومن يشاهدها يظن أنّها عمارة واقعة في باريس أو لندن ولكنها موجودة في القاهرة منذ عام 1937، بناها المعماري الفرنسي ليو نافليان، على طراز الأرت ديكو، وهي تتكون من ستة مبان شبه منفصلة ولكل منها مدخل خاص وبها نحو 130 شقة فاخرة، والبعض منها مكاتب تجارية، أما الدور الأرضي فقد قٌسم إلى محلات على الطراز الباريسي، فكان ممر بهلر بالقاهرة يشبه ممر"رو دي ريفولي" في باريس ولكنه على شكل مصغر، حيث يشتهر بالمحلات التجارية العالمية، أما بهلر القاهرة فتم تقسيمه إلى 72 محلا واشتهر بأفضل محال الملابس الرجالي والحريمي، وأفضل الماركات العالمية، بالإضافة إلى صالات لعرض اللوحات الفنية لكبار الفنانين.

  


وتعود ملكية عمارة بهلر إلى رجل أعمال سويسري يدعي "تشارلز بهلر" وكان يمتلك قديمًا سلسلة من الفنادق الضخمة الشهيرة وعقارات بالقاهرة، وهو صاحب فندق «الماريوت» حاليا، وكان يفضل شراء المزيد من الأراضي الزراعية في جزيرة بولاق الزمالك؛ لتكوين شركة تنمية عمرانية.

 

عمارة الإيموبيليا


"الإيموبيليا مدينة النجوم".. البناية الشهيرة بفخامتها وغموضها وتاريخها، والمرموقة برموز ساكنيها وشهرة زائريها، فهي عمارة تاريخية على التراث الفرنسي، وتعد من أجمل العقارات التاريخية بالقاهرة، وما زالت محتفظة برونقها حتى الآن، تقع على ناصيتي شارع شريف وقصر النيل، شيدها المهندسان "ماكس أذرعي" و"جاستون روسى" عام 1938، وتتميز بمساحتها الواسعة حيث تبلغ 5444م2، وتتكون العمارة من برجين، وكل برج به 3 مداخل، الأول "البحري" ويضم 11 طابقًا فيما يضم الأخر "القبلي" 13 طابقًا، ويصل عدد الشقق بالعمارة إلى 370 شقة، و27 مصعداً، وكانت أول عمارة في مصر بها جراج للسيارات تحت الأرض ويسع نحو 100 سيارة، وكانت تٌقسم إلى ثلاث فئات "بريمو" للسكان و"سوكوندو" للخدم وآخر للأثاث.

  


وكانت ضمن ممتلكات أحمد عبود باشا، أغنى أغنياء مصر وقتها، حيث كانت تقدر ثروته بـ 30 مليون جنيه، وتكلف بناؤها مليونًا و200 ألف جنيه، وكان رقمًا خياليًا في تلك الفترة، وقد تضافرت في بنائها عدة شركات حيث طرح مشروع تشييدها في مسابقة معمارية وتقدم لهذا المشروع أكثر من 13 متسابق وتمت دراسة المشاريع لأكثر من شهر كامل ومنحت الجائزة الأولى لماكس أذرعي وجاستون روسى وبلغت قيمتها 600 جنيه أما الجائزة الثانية فكانت للمهندس أنطوان نحاس، وزينت ممرات العمارة برخام عالي الجودة والنقاء صممته وركبته شركة إنجليزية.

 

ومع بدء تأجير الشركة المالكة لشقق العمارة نشرت إعلانا في الصحف لتشجيع الناس على السكن بها من خلال التركيز على عدد المصاعد الموجوده بها، والذي يقدر بنحو 27 مصعدا. كما تناول الإعلان قوة أساسات البناية التي لا تؤثر فيها الهزات الأرضية، إضافة إلى إعفاء الساكن من دفع إيجار العمارة لمدة ثلاثة أشهر، وتبدأ من لحظة توقيع عقد الإيجار الذي كانت قيمته تبدأ بـ 6 جنيهات، وترتفع إلى 9 جنيهات، وأخيرًا 12 جنيهًا حسب مساحة الشقة، فالإيموبيليا ليست مجرد عمارة ولكنها كانت بمثابة مدينة للنجوم، فمعظم سكانها كانوا من كبار نجوم الفن والسياسة والقانون، حيث إنها كانت المكان المفضل لهم في الأربعينات والخمسينات، وتسابق الفنانون والمشاهير على السكن فيها ووصل عددهم إلى 30 فنًانًا، ولعل أبرزهم ليلى مراد وأنور وجدي، ومحمود المليجي، ومحمد عبد الوهاب، ومحمد فوزي، ونجيب الريحاني، وماجدة الصباحي التي لا يزال مكتبها موجودًا بها حتى الآن، كما سكنها عدد من السياسيين من بينهم إسماعيل باشا حسن رئيس الديوان الملكي، وقيادات حزب الوفد وإبراهيم باشا عبد الهادي رئيس وزراء مصر الأسبق، وإسماعيل باشا صدقي رئيس الوزراء الأسبق، وظلت الإيموبيليا كذلك حتى عام ١٩٦١ عندما تم تأميمها ليرحل عنها أغلب هؤلاء.