جارى تحميل الموقع
20 السبت , أبريل, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة

أشهر الحمامات الأثرية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

مقدمة:

الحضارة الاسلامية من الحضارات الانسانية التي كان شغلها الشاغل هو الارتقاء بالإنسان والعمل من أجله وتوفير سبل الراحة له حتى ولو كان هذا الانسان ليس على ملة الاسلام فيكفي انه انسان يعيش بين المسلمين فتوفر له الحرية والامن والسلام لان الاسلام دين السلام، ومن المنشآت الهامة التي عمل المسلمون على بنائها للحاجة الضرورية لها "الحمامات العامة" والتي لعبت دورا هاما في تلك الفترة من تاريخ مصر الإسلامي خاصة في حياة سكان القاهرة الاجتماعية والاقتصادية بل والسياسية.

 

ونظراً لما اوجبه الإسلام على المسلمين من التطهر والاغتسال والنظافة التي ترتبط بالصلوات الخمس ونظراً لأهمية النظافة والطهارة في حياة المسلمين فقد اصبح بناء الحمامات العامة في المدن الإسلامية لا يقل اهمية عن بناء وتشييد المساجد والاسبلة والأسواق والمكتبات حتى أن المسلمين ما أن استقروا في مدينة الفسطاط حتى شيدوا حماماً اطلق عليه حمام الفأر لأنه كان صغيراً لا يقارن في حجمه بالحمامات الرومانية الضخمة ثم انتشرت الحمامات بعد ذلك في مدينة الفسطاط حتى صار عددها الف وستمائة وسبعون حماماً وذلك في عام (539هـ 1144م) .

 

كان انشاء الحمامات العامة في المدن الاسلامية ضرورة ملحة وذلك لعدم قدرة الكثير من سكان هذه المدن على بناء حمامات في منازلهم حيث كان الاثرياء فقط هم القادرون على بناء الحمامات في منازلهم، فضلا عن الدخل الكبير الذي كانت تٌدره الحمامات العامة على اصحابها. والجدير بالذكر أن معظم هذه الحمامات قد بٌنيت بأموال السلاطين والأمراء والأثرياء، اما عن حمامات مدينة القاهرة فيقال أن أول من شيد بها حماما كان العزيز بالله ثاني الخلفاء الفاطميين في مصر ولقد أحصى المؤرخ المقريزي في خططه حمامات القاهرة في زمنه فكانت تربوا على الخمسين حماما بعضها يرجع الى العصر الفاطمي والايوبي والباقي يرجع الى العصر المملوكي واورد قائمة بأسمائها كذلك أحصى علماء الحملة الفرنسية حمامات القاهرة فوجدوها نحو المائة حمام. وفي الوقت الحالي لم يبق من حمامات مدينة القاهرة كلها سوى سبع حمامات فقط.

 
التصميم المعماري لحمامات القاهرة:

يتكون الحمام القاهري من عدة وحدات معمارية:

  • المسلخ او المشلح او المخلع الاستقبال: وهو المكان المعد لخلع الملابس؛ وهو عبارة عن درقاعة مربعة مكسوه بالرخام ومسقوفة بشخشيخة خشبية ويفتح عليها ايوانات مسقوفة بالخشب يستريح عليها المستحمون، ويجد بالمسلخ غرفة لصاحب الحمام يراقب من خلالها الحمام ويوزع الصابون والمناشف على المستحمين.
  • الحجرة الدافئة: وهو مكان مٌعد لجلوس المستحم ليتعود جسمه على الحرارة قبل الاستحمام وبعده. وهي أيضاً بمثابة غرفة الانتظار؛ وفيها مصطبتان من الرخام فوق أرضية من الرخام أيضاً. وفى هذه الغرفة يلف المستحم نفسه بمنشفة (فوطة) تصل إلى الركبتين؛ فإذا حان دوره دخل غرفة أخرى أشد سخونة تسمى "بيت حرارة"
  • الحجرة الساخنة أو المغطس أو بيت الحرارة: ويتوسطها حوض مكسوا بالرخام به ماء شديد السخونة "المغطس"، ويحيط به أماكن للتدليك وغطى هذا الجزء قبة كبيرة ـ
  • المستوقد: وهو المكان الذي توقد به النار اللازمة لتسخين ماء الاستحمام؛ وهو عبارة عن فرن عليه قدور من النحاس مملوءة بالماء، ويندفع الماء الساخن والبخار الى الداخل من خلال مواسير من الرصاص امام الدخان الناتج من ذلك فيتم سحبه الى الخارج .

لم تكن الحمامات العامة في القاهرة زمن سلاطين المماليك مجرد أماكن للاستحمام ونظافة الأبدان فحسب، وإنما كانت مؤسسات تؤدى وظيفة اجتماعية مهمة، فقد كانت تلك الحمامات – في زمن لم يعرف وسائط الإعلام التي نعرفها حالياً – بمثابة مراكز لتبادل الأخبار وتكوين الرأي العام شأنها شأن الأسواق وغيرها من أماكن التجمعات في مدن ذلك الزمان، حيث يكون الرواد رجالا ونساء بحاجة إلى قطع الوقت بالثرثرة حول سائر شئون حياتهم وما يجرى في مجتمعهم، وكان من الطبيعي في غضون ذلك أن يتم تبادل الأخبار والمعلومات، وتتلاقى الأفكار والآراء بل إن بعض الاتفاقات التجارية والاقتصادية كانت تتم ايضاً.

 

حمام السكرية ... أشهر حمامات القاهرة

 

انتشرت في القاهرة قديما الحمامات العامة وكانت تعد أحد المظاهر الحضارية في العصر القديم، فقد انبهر بها علماء الحملة الفرنسية لعدم وجود مثلها لديهم في بلادهم ... وقد وصلت في ذلك الوقت إلى أكثر من 100 حمام، وقد أشار “دي شابرول “أحد علماء الحملة الفرنسية في وصفه لعادات وتقاليد سكان مصر في موسوعة وصف مصر إلى هذه الحمامات واستخدامها آن ذاك فقال:

“يمكن أن نحصي أكثر من مائة حمام بالقاهرة ... يواظب السكان على الذهاب إليها، وبخاصة في الشتاء حتى يتسقوا مع أحكام شريعتهم، اذ يسمح الصيف للطبقة الدنيا منهم بالتطهر والاغتسال في النهر حيث تكون مياهه شبه فاترة، أما الشتاء ببرده فأنه يحرمهم من هذه الوسيلة الاقتصادية، وهنا يتوجه أولئك القادرون منهم الى الحمامات مرة كل أسبوع، ليحصلوا بمصاريف زهيدة على متعة يطمح إليها الفقراء والأغنياء معا”.

 

وكانت هناك حمامات تخصص بالكامل للرجال وأخرى للنساء.. بينما تقسم بعضها فترات عملها بين النساء والرجال، وعلى الرغم من قدم هذه العادة لكن مازال هناك إقبال عليها ولكنه ضعيف. ومع التطور ظهر شكل أخر لهذه الحمامات وهي ما يعرف بمراكز التجميل والتي تقوم بنفس الدور، وقد رسخت تقاليد العرس في مصر قديما مراسم "حمام العروسة" وأصبحت هي الكلمة السائدة بين المصريين إشارة إلى تجهيز العروس ... وذلك بالرغم من عدم استخدامهم الحمامات العامة واستبدالها بمراكز التجميل، ومن بين حمامات القاهرة.. فهناك حمام السكرية الذي أنشأه القاضي الفاضل عبد الرحيم بن على البيسانى في القرن 18م، ويقع في نهاية شارع المعز لدين الله امام جامع المؤيد ويعد أكبر حمامات القاهرة.


موقع حمام السكرية على خرائط جوجل 

 حمام السلطان الأشرف اينال

 

حمام السلطان الأشرف إينال يعد أحد الكنوز الأثرية التي يزخر بها شارع المعز ويقع بجانب المدرسة الكاملية بالجمالية، قام بتشييده السلطان الملك الأشرف أبو النصر إينال بن عبد الله العلائي في عام 861هـ/1456م حسب النص الموجود أعلى الباب الرئيسي، وهو السلطان الثاني عشر من الجراكسة، وكلمة "إينال" هي كلمة جركسية من مقطعين وتعني "شعاع القمر"، ويتميز الحمام عن غيره بنظام الإضاءة التي تعطي الراحة والهدوء، فهي عبارة عن قباب سماوية مقسمة إلى أركان ومكسوة بالزجاج الملون الذي يعكس الإضاءة الخارجية ولكن بشكل صحي ومختلف، ويحتوي على أربعة مغاطس ويتغير به المياه مرتين، وغرفه خاصة لمن يريد عدم الاختلاط بالعامة.

 

واجهة الحمام واحدة تطل على شارع المعز لدين الله الفاطمي، وبها مدخل رئيسي ضيق منخفض ويليه ممر منكسر وذلك لتخفيف اندفاع الهواء بالحمام، وحتى لا يستطيع المارة في الشارع مشاهدة من بالداخل، يلي الممر قاعة استقبال مربعة أو "المسلخ" وهي لتبديل الملابس، غطي سقفها بعروق خشبية (براطيم) تتوسطه شخشيخة بها ثمان وعشرون نافذة، وفي الضلع الشمالي لهذه القاعة فتحة باب تفضي إلى الغرفة الدافئة، وذلك حتى لا ينتقل "رواد الحمام" من الغرفة الباردة "المسلخ" إلى الغرفة الساخنة مباشرة، ويغطي الغرفة الدافئة قبو متقاطع وتتوسطها فسقية حجرية دائرية كما يوجد بها "مخدع" للاستراحة، ثم يلي الغرفة الدافئة الغرفة الساخنة وبها المغطس الرئيسي ويعلوها قبة ذات زجاج ملون، ويتفرع منها أربع غرف صغيرة أخرى بها بقية المغاطس.


موقع حمام السلطان اشرف اينال على خرائط جوجل 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

المراجع :

  • مجمع السلطان المنصور قلاوون، discover Islamic art.
  • «مجموعة قلاوون» لؤلؤة شارع المعز في القاهرة الإسلامية، موقع جريدة الشرق الأوسط.