جارى تحميل الموقع
23 الثلاثاء , أبريل, 2024
البوابة الالكترونية محافظة القاهرة

حي شُبرا


يُعرف بشُبرا مصر، يقع في الجزء الشمالي من العاصمة المصرية القاهرة، ويُعتبر من أكبر الأحياء على مستوى القاهرة من حيث التعداد السكاني.

 

لهذا الحي قصة غريبة جداً؛ فلم يكن موجود على الخريطة أو بالأحرى لم يكن موجود على أرض الواقع نهائيا، وكان موقعه حتى منتصف القرن الـــ13م مغموراً بالمياه ضمن مجرى النيل، ولهذا فإن موقعه الجديد عبارة عن جزيرة وسط النيل تعرف باسم "جزيرة الفيل" نسبة لغرق مركب باسم "الفيل" في تلك المنطقة وبفعل طمي النيل المتراكم اتصلت الجزيرة بالأرض لتصبح شُبرا، وأهتم بها الفاطميون فكانت ضمن بستان " الجيوش" الذي أنشائه أمير الجيوش بدر الدين الجمالي، فقد كان الفاطميون مغرمون بالإقامة في الأماكن التي تتمتع بالمنظر الطبيعي، واستمر على هذا النحو حتى عصر المماليك، وسكن فيها السلطان المؤيد شيخ.

 

أصل التسمية:

الاسم الأصلي لـ«شُبرا» هو «شبرو» أو «جبرو» وهي كلمة قبطية تعني «الكوم» أو «التل».

 

تاريخ الحي

لم تكن  شُبرا  جزءاً من القاهرة وانما كانت إحدى ضواحيها المنفصلة عنها لسريان النيل في تلك المنطقة، حتى يناير 1809م، حينها اختار محمد علي باشا هذه الضاحية التي تقع على شاطئ النيل  "شُبرا الخيمة" حالياً لتكون موقعاً لقصره، الذي عُرف بـــ "قصر الفسقية" نظراً لكونها أبرز ما يميزه، وأمر بغرس الأشجار وإقامه البساتين، مما مهد لإقامة تنمية عمرانية، وفي عام 1847م أمر محمد علي بشق شارع مستقيم يمتد من قصر عابدين إلى قصر شُبرا ، وكان يطلق عليه حينها "جسر شُبرا" وكان محمد علي يهدف من هذا الشارع أن يكون مكاناً للنزهة والترويح لذلك جعل هذا الشارع أكثر استقامة من أي شارع أخر في القاهرة، وأمر بزراعة أشجار الجميز والمانجو على جانبيه، وحفر ترعه لري أشجاره، فكانت الترعة البولاقية، فكان الأمراء والأميرات يتنزهون على ظهور الخيل وعربات السوارس فيه، كما أمر محمد على الأعيان والأمراء ببناء قصور لهم في ضاحية  شُبرا .

 

فكان الأمير "حيدر دولتيان" أول من بنى قصره هناك وهو الآن مدرسة الخلفاوي بنات، تلاه أمير الخزانة "عبد الرحمن الخازن دار" الذي بنى قصراً ومسجداً (القصر حالياً: كنيسة سانت تريزا)، واستمر الأعيان في بناء القصور وكان أشهرهم قائد جيوش السلطان سليم أحمد خمارويه.

 

في عام 1849م أرسل الخديوي إسماعيل أمراً إلى المريدي باشا محافظ القاهرة بأن يجد مكاناً لإقامة دولة الأمير طوسون بن سعيد باشا والي مصر، فأهداه قصر النزهة الأميري على طريق شارع شُبرا (مدرسة التوفيقية حالياً) ومن أشهر خريجيها: عبد الخالق ثروت باشا - رئيس الوزراء الأسبق، محمد محمود باشا - رئيس الوزراء الأسبق، الفريق أول يوسف صبري أبو طالب - وزير الدفاع الأسبق، الدكتور رفعت المحجوب - رئيس مجلس الشعب الأسبق، الدكتور صبحي عبد الحكيم - رئيس مجلس الشورى الأسبق.

 

أهمية الحي:

لشُبرا مذاقها الخاص وأجواؤها الحميمة وسمعتها الفريدة بين أحياء القاهرة، ورغم أن حي شُبرا لا يتمتع بتاريخ مدني طويل إلا أنه حظى بما لم يحظ بها غيره من أحياء القاهرة، فمن قرية صغيرة مهملة وعشوائية إلى رئة خضراء وحدائق للقاهرة الأوروبية التي بناها الخديوي إسماعيل، ومنتجع لأمراء الأسرة المالكة، وبحلول القرن العشرين كان وجه المنطقة أخذ في التكوين من جديد، وذلك تزامنا مع دخول وسائل المواصلات الحديثة البلاد. ففي عام ١٩٠٢ تم مد خط الترام الجديد حتى شُبرا، واستمرت على هذا الطابع الملكي إلى أن تخلت مرغمه عن طابعها وتحولت إلى مدارس ومنشأت حكومية بعد ثورة يوليو 1952م.

 

انفرد حي شُبرا عن باقي أحياء القاهرة بتداخل الحضارات بمعنى الكلمة فكان مثال حي للروح المصرية الأصيلة وتأكيد على معنى الوحدة الوطنية حيث ضم كل الأعراق والحضارات والجنسيات والديانات والثقافات، فسكنه الاقباط والجالية الشامية بما فيها من حرفيين ومبشرين كاثوليك، وعمال مهرة من الايطاليين واليونانيين والقبارصة ومن أشهر أبنائهم المطربة "داليدا" فضلاً عن الجاليات الأوروبية الأخرى.

 

شخصيات هامة فى تاريخ شُبرا:

  1. القس "سرجيوس": الذي خطب من منبر الأزهر أثناء ثورة 1919م، فقد ولد في شُبرا وخدم في كنيسة الملاك طوسون وناهض الاحتلال الإنجليزي.
  2.  نظير جيد روفائيل " البابا شنودة الثالث": عاش بمنطقة مسرة بشُبرا، وقد كان روفائيل كثير القراءة، وواسع الاطلاع، مما أهله للانتماء لذلك الجيل الأول من الرهبان الجامعيين من أصحاب التخصصات العلمية المختلفة، وبعدها قاد الكنيسة المصرية على مدى 41 عاماً، تحت اسم البابا شنودة الثالث.
  3.  إبراهيم تكلا: أحد النصارى البارزين في حزب الوفد، الذين لعبوا دوراً مهماً في الحياة السياسية آنذاك، وكان من أوائل مَن درسوا في جامعة كمبريدج مع محمود فهمي النقراشي، ودخل مجلس النواب عن دائرة شُبرا، وهو أول مدير لمدرسة التوفيقية.
     

 ومن أشهر مناطق شُبرا:

  • شارع البعثة: نظراً لتمركز بعثة الرهبان الكاثوليك الفرنسيين به؛ حيث أقاموا كنيسة سان مارك. وقد ألحق الفرنسيون بالكنيسة مدرستين الأولى مدرسة نوتردام ديزاپوتر، والثانية القديس بولس للبنين.
  • العطار: كان في الأصل عزبة الحاج محمد هرمس كبير العطارين، ومن هنا جاء الاسم.
  • شارع السبتية: سكنه اليهود قديماً وكانوا يٌغلقون تجارتهم يوم السبت فأطلقوا عليه اسم "السبتية".
  • منية السيرج: كانت قديماً قرية مشهورة بصناعة زيت السمسم المسمى بـ" زيت السيرج".

موقع حي شبرا على خرائط جوجل